حسناء جوخدار - ترك برس
أثارت التطورات الأخيرة في سوريا تساؤلات في الشارع التركي حول انعكاسها وتأثيراتها على الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها يوم 31 مارس/ آذار من العام 2019.
ويرى خبراء أتراك أن تنفيذ الجيش التركي عملية عسكرية في سوريا سينعكس إيجابا على أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الرئيس أردوغان، أعلن في وقت سابق اعتزام بلاده إطلاق عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، قائلا: "قد نأتي بغتة ذات ليلة".
وكانت تركيا مصرّة على دخول منطقة شرق الفرات شمالي سوريا، إلا أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أعلن فجأة سحب قوات بلاده من سوريا.
وعقب إعلان أردوغان، قررت تركيا التريث في العملية العسكرية لفترة محددة. ويقول الخبراء إن أردوغان كان له دور مؤثر في اتخاذ ترامب قرار الانسحاب من سوريا.
في هذا الصدد أجرى الرئيس التركي ونظيره الأمريكي اتصالا هاتفيا عقب قرار انسحاب قوات الأمريكية من سوريا، حيث أكد الرئيسان في المكاملة على منع حدوث أي فراغ في السلطة بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة.
وبعد فترة وجيزة، أكد ترامب في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، "تباحثنَا مع الرئيس التركي بشأن مكافحة تنظيم الدولة، والانسحاب البطيء والمنسق للقوات الأمريكية من المنطقة"، مشيرًا إلى أن المكالمة كانت "طويلة ومثيرة".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تأجيل بلاده شن عملية عسكرية شرق الفرات شمالي سوريا، لا يعني التخلي عن مواجهة ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" الانفصالية.
** مواقف أبرز الأحزاب السياسية في تركيا
زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، عبّر عن دعمه للعملية شرق الفرات المُحتملة.
وقال كليجدار أوغلو: "السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق على يد أمريكا أو روسيا، بل تركيا هي الدولة التي من شأنها أن تحقق السلام في المنطقة، وهي البلد الوحيد القادر على وقف إراقة الدماء هناك".
بدوره أكّد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، شريك حزب العدالة والتنمية في "تحالف الشعب"؛ إن بلاده لن تنعم بالسلام دون تطهير منطقة شرق الفرات من الإرهاب.
ومن جهتها، أكدت زعيمة حزب "إيي" مِرال أقشَنر، دعم حزبها للعملية العسكرية قائلة: "نحن ندعم تدمير كل بؤر الاٍرهاب على حدودنا".
في المقابل، اعتبر رئيس حزب السعادة تمل قرة مولا أوغلو، أن جميع التطورات الأخيرة في المنطقة وعملية تركيا في شرق الفرات تزامنت مع الاستعدادات للانتخابات المحلية المقررة في مارس/ آذار القادم.
وقال قرة مولا أوغلو إن لكل بلد الحق في التدخل ضد أي تطور يهدد أمنها عبر الحدود، وإنه ينبغي ألا تكون مثل هذه التدخلات العسكرية أدوات للسياسة الداخلية، في إشارة إلى الانتخابات.
ويرى المراقبون الأتراك أن العملية العسكرية على شرق الفرات سيكون لها تأثير على الانتخابات المحلية، ويتوقعون أن تحظى بتأييد شعبي كبير على غرار عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!