هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو آخر زعيم في العالم يمكنه توجيه الانتقادات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فالجميع يعلم الانتهاكات الإسرائيلية الشديدة لحقوق الإنسان.
على مدى حكم نتنياهو مالت إسرائيل تمامًا نحو اليمين المتطرف. وبدأت بالتحول إلى دولة بوليسية مخابراتية، يخضع فيها الجميع للمتابعة والمراقبة.
منذ أعوام طويلة يرتكب نتنياهو والحكومة الإسرائيلية كل الممارسات اللاقانونية، ويتهمان من ينتقدهما بمعاداة اليهود. تلاحق اتهامات الفساد والمشاكل الاقتصادية نتنياهو وأسرته، وأرى أن تهجمه على أردوغان هو سعي للتخلص من هذا المأزق.
لكن على الرغم من موقف نتنياهو هذا لم تتمكن إسرائيل من الحيلولة دون هبوط بورصتها بنسبة خمسة في المئة. وستتجه إلى انتخابات مبكرة في أبريل/ نيسان القادم.
وصف نتنياهو تركيا بأنها "محتلة"، والجيش التركي بأنه "قاتل النساء والأطفال". وفي وقت كان التساؤل حول إمكانية تطبيع العلاقات السياسية بين تركيا وإسرائيل مطروحًا، أنزلت تصريحات نتنياهو شديدة اللهجة ضربة قوية بالآمال في هذا الخصوص.
بعد تصريحات الزعيم الإسرائيلي هذه تضاءل بشكل كبير احتمال إقامة الجيش التركي تعاونًا عسكريًّا مع إسرائيل.
اتهام نتنياهو تركيا باحتلال قبرص ناجم عن شعوره بالذنب. تستهدف الحكومات الإسرائيلية تركيا من حين لآخر بإدعاءات الإبادة الأرمنية أو بالمسألة القبرصية.
لكن في عهد نتنياهو ظهر توجه جديد، حيث بدأت إسرائيل تحركات مشتركة مع حكومتي اليونان وجنوب قبرص. وعلاوة على التعاون العسكري والتقني شرع البلدان الثلاثة بالتحرك معًا في مجال استراتيجي كالتنقيب عن الغاز الطبيعي.
خلال استضافتي له السبت الماضي في لقاء على قناة "سي إن إن التركية" قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن الغاز الطبيعي يدخل منعطفًا جديدًا، حيث سيتوفر بكثرة وستنخفض أسعاره.
وأضاف بيرول أن البلدان الغنية بالغاز الطبيعي كالولايات المتحدة واستراليا وقطر ستزيد من إنتاجها، وبالتالي فإن أسعار الغاز ستنخفض بشكل كبير خلال 3 سنوات.
في مثل هذه الظروف، سيكون من المستحيل تقريبًا على إسرائيل وحلفائها إتمام خط أنابيب كلفته كبيرة تصل إلى 15 مليار دولار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس