هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
تصاعد التوتر كثيرا في ليبيا. بعض الناس يعربون عن مخاوفهم بالقول: "ما شأننا هناك؟". أتفهم مشاعر القلق، لكني أعتقد أن وجود تركيا في ليبيا يستند إلى مسوغات مشروعة ومحقة للغاية.
هناك صراع خطير دائر في المنطقة الممتدة ما بين قبرص وليبيا في شرق البحر المتوسط. لا يمكن الانتظار من تركيا أن تجلس مكتوفة الأيدي بينما تقف في الميدان فرنسا وإيطاليا واليونان والولايات المتحدة ومصر وحتى روسيا وبلدان أخرى.
العلاقات التركية الليبية لها أبعاد تاريخية وثقافية على مدى 500 عام. كما أن الشركات والعمال الأتراك لديهم مستحقات وعقود هناك.
كانت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار برفقة رئيس الأركان إلى ليبيا قبل أيام مفيدة للغاية سواء من ناحية رفع معنويات القوات هناك، أم من ناحية إظهار عزم أنقرة في دعم ليبيا.
تعمل السفن التابعة للبحرية التركية 24 ساعة قرب السواحل الليبية. خلال الأيام الماضية، حاولت فرنسا لعب لعبة خطيرة جدا والإيقاع بتركيا.
بيد أن تدخل القوات البحرية التركية فورا وكشف الحقائق لدى الناتو أظهر كذب الحكومة الفرنسية. ولم يجد الرئيس إيمانويل ماكرون الدعم من أوروبا.
تمارس فرنسا عبر الاتحاد الأوروبي ضغوطا متعددة الوجوه على أنقرة. وتقف مصر ودول أخرى ضد تركيا من خلال مد المليشيات في ليبيا بالمال والسلاح. أما روسيا فتقف كقائد أوركسترا يدير الأدوات عن بعد.
ما يهم اليونان وقبرص الجنوبية هو حقول الطاقة في شرق المتوسط فضلا عن حبس تركيا في حدود سواحلها.
أما فرنسا فقد أصبحت عدوانية لأنها لم تعد تملك قوتها السابقة، كما أن نفوذها يتلاشى في المستعمرات القديمة. فقدان باريس لليبيا يعني ضعف سيطرتها على مناطق مصالحها الممتدة حتى أواسط إفريقيا.
من جهتها، يبدو من الصعب جدا على الولايات المتحدة النزول إلى الساحة والقيام بحملة كبيرة تغيرالتوازنات قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة أواخر العام الحالي.
كما أن تدخل الولايات المتحدة في ليبيا قد يزيد من تعقيدات الوضع. وعلى عكس ما هو معتقد، قد لا ينجم عن التدخل الأمريكي نتائج تصب في مصلحة تركيا.
البلد الذي يتوجب الحذر تجاهه هو روسيا. فالمواجهة بين القوات التركية والروسية بشكل خطير في شرق المتوسط بعد سوريا قد ينجم عنها نتائج وخيمة.
على الرغم من كل الخلافات في وجهات النظر بين أنقرة وموسكو في سو ريا إلا أنهما نجحتا في إقامة نوع من التعاون. ويمكن تكرار السيناريو نفسه في ليبيا على الرغم من كل المصاعب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس