ترك برس
اعتبر المحلل السياسي الأمريكي، جيمس دورسي، أن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي إذا هاجم الجيش التركي الميليشيات الكردية (تنظيم "ي ب ك") المتحالفة مع الولايات المتحدة، بأنه يخدم أهداف ترامب وبعض الدول العربية الراغبة في تحجيم تركيا، والساعية إلى نشر قوات عربية في شمال شرق سوريا بهدف مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال دورسي في مقال نشرته مجلة مودرن دبلوماسي، إن تهديد السيد ترامب بالإضافة إلى دعوة تركيا إلى إنشاء منطقة عازلة بطول 26 كيلومترًا لحماية تركيا من أي تهديد كان يهدف إلى استباق ضربة تركية ضد وحدات حماية الشعب "ي ب ك" التي تؤكد أنقرة أنها جزء من حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الإرهابي.
ولفت المحلل الأمريكي إلى وجود علامة على توتر العلاقات التركية السعودية، بعد أن نشرت وسائل الإعلام التركية أن الرياض تمول ميليشيا وحدات حماية الشعب "ي ب ك".
ويذكر دورسي في هذا الصدد ما نشرته صحيفة يني شفق في عام 2017، بعد أيام من اندلاع الأزمة الخليجية بين التحالف السعودي الإماراتي المصري ضد قطر، من أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين وإماراتيين ومصريين التقوا مع قادة في حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، لمناقشة مستقبل النفط السوري بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش".
ويضيف أن مسؤولين سعوديين التقوا في أيار/ مايو الماضي مع قادة في تنظيم "ي ب ك" لمناقشة التعاون، وأن السعودية وعدت بدفع 200 دولار شهريا إلى كل عنصر من التنظيم ينضم إلى القوات العربية.
وفي آب/ أغسطس من العام الماضي، أعلنت السعودية أنها قامت بتحويل 100 مليون دولار أمريكي إلى الولايات المتحدة، تم تخصيصها للزراعة والتعليم وأعمال الطرق وإزالة الأنقاض وخدمة المياه في مناطق شمال شرق سوريا التي تسيطر قوات سوريا الديمقرطية "قسد" المدعومة أمريكيا والتي يهيمن عليها تنظيم "ي ب ك".
ويشير دورسي إلى أن السعودية امتنعت عن إدراج وحدات حماية الشعب "ي ب ك" وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في قائمتها الواسعة للمنظمات الإرهابية، على الرغم من أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير وصف في عام 2017 "بي كي كي" بأنه "جماعة إرهابية".
وأضاف أن تهديد الرئيس الأمريكي لتركيا وتعهده في وقت سابق بالوقوف إلى جانب "ي ب ك" حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية يعطي السعودية ودولا عربية أخرى مثل الإمارات ومصر غطاءً سياسياً لدعم الأكراد كقوة في سوريا.
وأردف قائلا إن ذلك يسمح أيضا للمملكة والإمارات بمحاولة إحباط محاولات تركيا لزيادة نفوذها الإقليمي. وأصرت السعودية والإمارات ومصر على أن تركيا يجب أن تسحب قواتها من قطر كشرط لرفع المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية التي بدأت منذ 18 شهرا عن الدولة الخليجية.
وإلى جانب الخلاف مع تركيا بسبب دعمها لقطر، تدعم السعودية والإمارات ومصر الجنرال الليبي خليفة حفتر في شرق ليبيا، في حين أن تركيا إلى جانب قطر والسودان تدعم الجانب الآخر، واعتبر أن تهديد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي، يجعل دعم بعض الدول الخليجية لتنظيم "ي ب ك" أكثر جدوى.
وينقل دورسي ما ذكره الباحث المتخصص في الشأن الخليجي، جورجيو كافييرو، تعليقا على عملية غصن الزيتون التي خاضها الجيش التركي واستمرت لمدة شهرين وأدت إلى طرد "ي ب ك" من مدينة عفرين السورية، من أنه "بالنسبة إلى الإمارات، تمثل عفرين خطًا أماميًا في مواجهة النفوذ التركي".
ووفقا لدورسي، فإن هذا ينطبق أيضا من وجهة نظر السعودية والإماراتية على دعم "ي ب ك" في مدينة منبج، ليس فقط لمواجهة تركيا بل لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!