ترك برس
وصف المحلل السياسي الأمريكي، أندريه كوريبكو، مؤسسة المجتمع المفتوح الخيرية المملوكة للملياردير اليهودي جورج سوروس، بأنها جزء من الحرب الهجينة على تركيا، وأن رحيل المؤسسة عن تركيا سيكون مكسبا لها وللحكومة التركية.
وأعلنت المؤسسة الأسبوع الماضي أنها ستغلق مكتبها في إسطنبول بعد أن أصبحت هدفا لاتهامات "لا أساس لها" جعلت من المستحيل العمل فى البلاد. وجاء ذلك بعد أن اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المؤسسة بالوقوف وراء أحداث "غيزي بارك" عام 2013.
وكتب كريبكو في مقال نشر في دورية "أورينتال ريفيو" أن قرارمسؤولي المؤسسة الانسحاب من تركيا كان خطوة مسؤولة بعد ظهور إشارات على حملة وشيكة ضدها من قبل الحكومة التركية إذا لم يرحلوا بمحض إرادتهم.
وأضاف أن قرار الانسحاب كان مكسبا لكل من الطرفين، حيث يمكن لـ "مؤسسة المجتمع المفتوح" أن تخلي أصولها الأجنبية من البلاد وتفكك شبكتها العامة، في حين أن الدولة لا تحتاج إلى تحمل الحملة العنيفة التي ستطلقها وسائل الإعلام الأجنبية ضدها، إذا ما اتخذت تركيا إجراءات شبيهة بالإجراءات التي اتخذتها روسيا ضد المؤسسة عام 2016.
ورأى كوريبكو أن هذه المقايضة واقعية بالنسبة للطرفين، لأن عملاء المؤسسة المحليين المنخرطين في الحرب الهجينة على تركيا سيفلتون من العقاب، على الرغم من أنه من المحتمل أن تكون الدولة على علم بهم، ولن تتردد في احتجازهم إذا مثلوا تهديدًا مستقبليًا للأمن في حال قرروا العودة إلى تركيا لمواصلة أنشطتهم المزعزعة للاستقرار.
وأردف أنه على الرغم من أن أعضاء المؤسسة قد ينتقلون بأمان إلى الخارج، مما سيسمح لهم بمواصلة عملهم عن بُعد من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية وقنوات أخرى، فإن هذا التهديد يمكن السيطرة عليه من قبل السلطات التركية بسهولة، على عكس أنشطتهم في داخل البلاد.
وقال كوريبكو إن انسحاب سوروس من تركيا قد يكون نذيراً لما سيحدث لأن الرئيس أردوغان يحظى باحترام كبير في الأوساط الإسلامية الدولية؛ لذا قد تستلهم الحكومات الإسلامية الأخرى من قيادته في الدعوة إلى إغلاق "مؤسسة المجتمع المفتوح" دون خوف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!