حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
عند النظر إلى التصريحات الصادرة عقب قمة سوتشي يمكننا القول إن مسار أستانة يتقدم بشكل سليم.
على الرغم من الاختلاف الكبير في المصالح، تعتبر إدارة المسار بين تركيا ورسيا وإيران نجاح كبير.
تحقق تقدم في الكثير من القضايا عن طريق المفاوضات، وتمت عرقلة الأزمات القابلة للاندلاع. ولولا ذلك، لكان من الممكن نشوب أزمات متعددة وتعرض العلاقات بين البلدان الثلاثة لأضرار، فضلًا عن زيادة تعقيدات الحرب السورية.
لكن البلدان الثلاثة عرفت كيف تحافظ على المسار، وتمكنت تركيا وروسيا عبر مواقفهما المسؤولة من تقييد إيران، رغم سلوكها العدائي من حين لآخر.
في الواقع، تشكل مسار أستانة ليكون بمثابة إعداد لمسار جنيف، لكن من الواضح أن التلميذ تفوق على المعلم منذ زمن.
ننشغل بالعديد من الأسئلة، من قبيل: هل سيكون هناك حل في إدلب؟ ما هي نظرة روسيا للمنطقة الآمنة؟ كيف تنظر إيران إلى تنظيم "ب ي د"؟ متى ستتأسس اللجنة الدستورية؟ ونعتقد أن هناك إجابات واضحة لدى الزعماء عن هذه الأسئلة.
بطبيعة الحال، يملك الزعماء معلومات ومعطيات أكثر منا، لكن هم أيضًا يتلمسون طريقهم وسط الفوضى. في مثل هذه الحالات قد لا تكون تطلعات الزعماء واضحة أيضًا.
بمعنى أن الزعماء لا يتخذون القرارات في ظل معلومات قطعية أبدًا. أو رغم كونهم حازمين تمامًا في مسألة المصالح إلا أنه خلال التفاعل الاستراتيجي لا يكون واضحًا أبدًا ما هي النتيجة التي سيحصلون عليها.
خطأ كبير التفكير بأن الزعماء يعرفون كل شيء ومطلعون على كل النتائج. في الحقيقة، هم أيضًا يتقدمون خطوة خطوة. هناك تعهدات يتم تقديمها لا يُعرف مدى الالتزام بها. الأطراف في تحاذب وتدافع مستمر فيما بينهم.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون لديكم تساؤل حول ما إذا كانت روسيا ستلتزم بتعهداتها في إدلب. لكن الإجابة عن هذا السؤال ليست واضحة بالنسبة لأردوغان وبوتين على حد سواء.
أهم جزء في المفاوضات هو في الواقع رؤية هذه التغيرات والمناورات. يتزايد احتمال ارتكاب الأخطاء عند اتخاذ مواقف مبنية على تطلعات وقوالب ثابتة ومتصلبة.
أعتقد أن زعماء تركيا وروسيا وإيران يتمكنون من التصرف بما يتوافق مع هذه الحقيقة، ولهذا فإن مسار أستانة يحظى بفرصة الاستمرار، وبالتالي فإن هذه الاستراتيجية ناجعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس