ترك برس
يشهد الشارع السياسي في تركيا جدلًا واسعًا حول نتائج الانتخابات التي جرت الأحد 31 مارس/ آذار 2019، بسبب وجود تناقض في بعض المدن الكبرى، وخاصة إسطنبول، إلى جانب بعض الأقضية الرئيسية.
وأظهرت نتائج غير رسمية للانتخابات، فوز "تحالف الشعب" الذي شكّله حزب "العدالة والتنمية" مع حزب "الحركة القومية"، بفارق ملحوظ يتمثل بنسبة 51.74 بالمئة من أصوات الناخبين مقابل 37.64 بالمئة لـ"تحالف الأمة"، الذي يضم حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "إيي" المعارضين.
وقال رئيس فرع إسطنبول لحزب العدالة والتنمية ، بيرام شان أوجاك، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إنهم قدموا كل طعوناتهم إلى اللجنة العليا للانتخابات في 39 قضاء في إسطنبول.
وطالب بإعادة فرز الأصوات الباطلة والبالغ عددها 319 ألف و578 صوتاً، مبينا أن إعادة احتساب تلك الأصوات ستغير نتيجة الانتخابات.
الكاتب والمحلل السياسي التركي جاهد توز قال، إنه لا يمكن لأي من المرشحين لبلدية إسطنبول الكبرى أن يعلن فوزه بشكل قاطع ونهائي حتى الآن، في ضوء استمرار عملية الفرز في بعض الصناديق، فضلا عن طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية حول وجود أخطاء وتجاوزات شابت العملية الانتخابية في إسطنبول.
ولفت إلى أن حزب العدالة والتنمية تقدم بطعن رسمي على النتائج، وقال إن لديه أدلة قاطعة على حدوث تجاوزات، مشيرا إلى أن الفحص يحتاج بضعة أيام قبل أن تعلن النتائج بشكل نهائي حول الفائز، غير مستبعد في الوقت ذاته أن ترجح كفة مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم في هذه الانتخابات على حساب منافسه أوغلو.
وقال توز، لصحيفة "عربي21"، إن هناك حديث يدور عن تدخلات وعمليات تزوير جرت لصالح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول من قبل عناصر يتبعون جماعة فتح الله غولن، مشيرا إلى أن تحقيقات بهذا الشأن بدأت بالفعل لفحص هذه الادعاءات.
وحول مدى اطمئنان "العدالة والتنمية إلى شفافية ونزاهة الإجراءات بعد تقديمه الطعون على النتائج قال، المحلل السياسي، إن تركيا لها سمعة جيدة في نزاهة الانتخابات وشفافيتها، مستدركا بالقول: "لكن تاريخ حزب الشعب الجمهوري المعارض مليء بالتجاوزات واستخدام أدوات متعددة للتأثير على نتائج الانتخابات، وهناك خشية من طمس الحقيقة أمام لجنة الانتخابات التي ستنظر في الطعون".
وعن تراجع الحزب الحاكم في هذه الانتخابات قال توز إن القول بتراجعه غير دقيق، مشيرا إلى أن الحزب حصل على 52 بلدية من أصل 81، وهذه نسبة لافتة، لا يمكن القفز عنها.
وتابع: "إن خسر الحزب رئاسة البلديات الكبرى، إلا أن مرشحيه للبلديات الفرعية قد حصلوا على أغلبية، وهم بذلك يشكلون نسبة عالية في عضوية المجالس المحلية، كما حدث في أنقرة مثلا، فرغم خسارته لبلدية أنقرة الكبرى، إلا أن الحزب حصل على 22 بلدية من أصل 25، ما يعني أنه سيشكل غالبية أعضاء مجلس المحافظة، وهو بذلك صاحب القرار النهائي فيها".
ولفت إلى أن الحزب الحاكم سجل تقدما لأول مرة في تاريخه في الشرق والجنوب، بعد فوزه في مدينتي أغري وشرناق، وهما معقلان تاريخيان لحزب الشعوب الديمقراطي.
من جهة أخرى، قال متحدث حزب "العدالة والتنمية" التركي عمر جليك، الثلاثاء، إنهم اكتشفوا "تناقضا واضحا" بين محاضر نتائج الاقتراع وجداول عد وفرز الأصوات في صناديق أنقرة وإسطنبول.
وأضاف جليك: "هنالك عدم انسجام واضح بين محاضر نتائج الاقتراع وجداول عد وفرز الأصوات بصناديق أنقرة وإسطنبول"، وفق ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية.
وأكد المتحدث أنه "من الطبيعي الطعن في نتائج الانتخابات لحل التناقض بين محاضر النتائج وجداول الفرز"، داعيا إلى احترام حق الاعتراض.
وشدد جليك على أن حزب "العدالة والتنمية" يتابع كل صوت أدلي به في صناديق الاقتراع بالانتخابات، مؤكدا على ضرورة صون كافة الأصوات. وأوضح أن حزبه سيحترم أي نتيجة تفرزها صناديق الاقتراع.
ولفت إلى أن كافة اللجان الدولية التي راقبت سير العملية الانتخابية في تركيا أشادوا بإقبال المواطنين على التصويت، وأكدوا حرص الشعب التركي على ممارسة حقهم الديمقراطي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!