ترك برس
رأى محللون سياسيون أن الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية المسلحة في شمال محافظة حماة خلال اليومين الماضيين بالتعاون مع هيئة تحرير الشام، واستعادتها عددا من المواقع التي استولى عليها النظام، هي رسالة تركية إلى روسيا بأن للتصعيد حدودا، وأن تركيا يمكنها التدخل في إدلب.
أعلنت المعارضة السورية المسلحة، أمس الأربعاء أنها تمكنت من استعادة السيطرة على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام دامت أكثر من 10 ساعات، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام.
وقالت مصادر محلية إنّ "الفصائل استعادت خلال الساعات الأولى من المعركة التي أطلقتها يوم الثلاثاء عدة نقاط في محيط كفرنبودة، وهي تل هواش والحميرة، كما تمكنت من أسر قائد عمليات قوات النظام على جبهة كفرنبودة"، مشيرة إلى مقتل أكثر من 40 عنصرا من قوات النظام والفيلق الخامس التابع لروسيا على محور كفرنبودة، والسيطرة على دبابتين وعربة بي أم بي ورشاشات ثقيلة.
وقال الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد، نيكولاس هيراس، لموقع الجزيرة الإنجليزية، إن سماح تركيا لجماعات المعارضة المسلحة بالقتال إلى جانب هيئة تحرير الشام، يهدف إلى تعزيز صفوف المعارضة في محافظة إدلب لمنع سقوط المنطقة في يد النظام.
وأضاف أن "تركيا ترسل أيضا إشارة إلى روسيا، مفادها أن هناك حدودا للتصعيد، وأن الأتراك يمكنهم التدخل في إدلب، وأن تركيا لا تزال في إحدى الدرجات الأدنى من ذلك السلم".
ورأى المحلل الأمريكي أن تركيا وروسيا تريدان السيطرة على الأحداث في شمال غرب سوريا، وهما يتصارعان مع بعضهما البعض ومع إيران وطرفي الصراع السوري حول كيفية تنظيم وقف إطلاق النار في إدلب.
وأشار إلى أن "الصراع في شمال سوريا هو أيضًا جزء من صراع أوسع في سوريا يشمل المحادثات السياسية حول اللجنة الدستورية، وووجود الميليشيات الكردية (تنظيم "ي ب ك" المرتبط بتنظيم "بي كي كي" الإرهابي) في الشمال الشرقي وأشياء أخرى."
ويقول محللون إن علاقة تركيا بروسيا تعتمد على أكثر من إدلب وإشرافها على التعاون بين هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى، وكلاهما يريد احتواء الوضع في المنطقة.
وقال آرون شتاين ، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية: "يتعين على تركيا وروسيا السيطرة على حلفائهما ، ويبدو أن أنقرة وموسكو نجحتا في الحفاظ على هذا التصعيد الصغير نسبيًا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!