ترك برس
في أعقاب الإطاحة بالرئيس السوداني، عمر البشير، في الحادي عشر من الشهر الجاري، اعتبرت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية، أن تغيير تظام الحكم في السودان لن يكون في صالح تركيا ولا استثماراتها في السودان، لا سيما في ظل محاولة بعض الدول الخليجية التقرب من المجلس العسكري الذي يسيطر على مقاليد الأمور في السودان، وتقديم دعم مالي بقيمة 3 مليارات دولار.
في المقابل يرى محللون سياسيون أن تغيير النظام الحاكم في السودان لن يؤثر في العلاقات التركية والسودانية، او يضر بالاستثمارات التركية، لأن معظمها استثمارات إنمائية إنسانية في صالح السودانيين في المقام الأول.
ووفقا لمحمد تاندوغان من جامعة مدنيات في إسطنبول، فإن التدخل السعودي الإماراتي في السودان يعود إلى أيام الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث قدمت الرياض منحة تقارب ملياري دولار إلى السودان في بداية عام 2018.
وأشار تاندوغان في حديث لموقع TRT الدولية، إلى أن المساعدات السعودية إلى المجلس العسكري السوداني إلى المجلس العسكري يمكن أن تقرأ على أنها لشراء دعم السودان في الحرب على الحوثيين في اليمن.
ويتفق مع هذا الرأى البروفيسور عبدي إسماعيل ساماتر من جامعة مينيسوتا، الذي قال إن التغييرات في السودان "قد يكون لها تأثير إيجابي في الاستثمارات التركية في البلاد، لافتا إلى أن على تركيا أن تفكر في مساعدة القيادة الجديدة في خلق خدمة عامة جيدة على المدى القصير، الأمر الذي سيعزز العلاقة على المدى الطويل."
ويرى تاندوغان أن نجاح الاستثمارات التركية يرجع إلى أنها كانت إنسانية في المقام الأول، ولذلك سوف تبقى على المدى الطويل. وأوضح أن الدبلوماسية الإنسانية تضع تركيا في مستوى مختلف بالنسبة للجهات الفاعلة الأخرى.
ومن جانب آخر يبدو أن الرسالة التي وجههتا السلطات الجديدة في السودان تتفق مع هذا المنحى، حيث ثمّن سفير السودان في أنقرة، يوسف الكردفاني موقف تركيا حيال بلاده خلال الأحداث الأخيرة، مؤكدا التزام بلاده بجميع الاتفاقيات والبروتوكولات المبرمة مع تركيا.
ووفقًا لمعهد الإحصاء التركي، صدرت تركيا 360.8 مليون دولار من السلع والخدمات إلى السودان في عام 2018، بينما بلغت الواردات من البلاد 73.1 مليون دولار. ويعد مشروع مطار الخرطوم الجديد أكبر الاستثمارات التركية بقيمة 1.1 مليار دولار.
وتحتل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) موقع الصدارة في مشاريع البنية التحتية. وفي عام 2017 حفرت الوكالة 90 بئرا، وأوصلت أنابيب المياه إلى القرى النائية، وأدخلت برامج تعليمية للمواطنين السودانيين.
ويقدم مستشفى نيالا التركي السوداني خدماتة للمواطنين السودانيين، حيث يضم 46 سريراً للعناية المركزة، وثلاث غرف عمليات، ووحدة أشعة مجهزة بالكامل، و 150 سريرًا. كما تقدم الحكومة التركية أيضًا منحًا للطلاب السودانيين الراغبين في الدراسة في البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!