ترك برس
علق الخبير العسكري الروسي، بافل فلغنهاور، على بدء تسلم تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسي إس 400، بأن تركيا رغم التقارب بينها وبين روسيا في الآونة الأخيرة ليست حليفا لروسيا، لافتا إلى أن تركيا منعت في الآونة الأخيرة عملية عسكرية روسية لاجتياح إدلب.
وفي مقال نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا"، الروسية المستقلة، استعرض فلغنهاور المزايا التي حصلت عليها موسكو من وراء حصول تركيا على الصواريخ الروسية، وفي مقدمتها إحداث شرخ في العلاقات بين تركيا وحلف الناتو.
وقال الخبير الروسي إن موسكو لم تتبع الإجراءات التقليدية في نقل مكونات المنظومة الروسية عبر البحر الأسود إلى تركيا، وهو الإجراء الأسهل والأرخص من الناحية اللوجيستية، واختارت بدلا من ذلك القيام بنشرة دعائية عن كل رحلة جوية تنقل مكونات الصواريخ.
وأضاف أن موسكو لا تحاول إخفاء أنهم يحتفلون بالانتصار على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذي حاول منذ الإعلان الرسمي عن الصفقة في أيلول/ سبتمبر 2017، إقناع الرئيس التركي وتهديده بعقوبات لإلغاء الصفقة.
وأوضح بأنهم في موسكو يحلمون بأن يروا تركيا الغاضبة تقطع علاقاتها مع الناتو، على غرار ما فعلته فرنسا تحت حكم شارل ديغول في عام 1966، وتغلق القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها، ولا سيما قاعدة إنجرليك الاستراتيجية والأكثر أهمية بالقرب من الحدود السورية.
وتابع بالقول إنه إذا تحقق هذا الحلم الروسي القديم، فإن مضيق البحر الأسود ومضيق جناق قلعة لن يسيطر عليهما حلف الناتو، ولكن سيحكمهما النظام الودي شبه المتحالف، المستقل عن أمريكا، ثم سيصبح البحر الأسود بحيرة داخلية روسية.
ولكن الخبير الروسي استدرك بأن تركيا لا تنظر إلى روسيا على أنها بديل عن الغرب، لا اقتصاديًا ولا تقنيًا، مضيفا أنه ما تزال هناك تناقضات إقليمية هائلة بين روسيا وتركيا.
وأوضح أن القوات التركية وجهت في 28 يونيو/ حزيران، الماضي ضربة هائلة لقوات النظام السوري في شمال غرب سوريا. وأوقفت بشكل حاسم عملية أعدتها القيادة الروسية في محافظة إدلب والتي كانت ستنتهي بهزيمة آخر معقل للمعارضة المسلحة.
وأشار إلى أن أنقرة ستحاول أيضًا بذل قصارى جهدها لمنع روسيا من توسيع نطاق نفوذها في في أذربيجان وجورجيا.
ويذكر أنه يوجد في موسكو الكثير من المجموعات المؤثرة في السلطة الروسية مناهضة للأتراك وأردوغان.
ويخلص إلى أن التراجع عن مزيد من التقارب مع تركيا سيزداد في كل مكان في روسيا، ومن المحتمل أن تنتهي هذه القضية برمتها كالمعتاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!