أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يبدو أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا أسعد الجميع. بل إن الساعين لتعميق الهوة بين البلدين منذ سنوات عبر أجندات مختلفة بدأوا حملاتهم من أجل دفع الجانبين للتراجع عن الاتفاق.
فهناك قائمة طويلة تضم كتّابًا يكتبون مقالات حول عدم إمكانية اتفاق البلدين، وأوساطًا تعمل على تقديم تحليلات حول مقترحات مفترضة من الواضح أن تركيا لن تقبلها، وأخرى تضع استنتاجات ديموغرافية مضحكة مبكية من أجل استمرار وجود تنظيم "بي كي كي" في سوريا. وجيمع من في القائمة يسعون لهدم الاتفاق.
في المقابل، لدينا حقيقتان ملموستان. الأولى هي أن القوات التركية ومعداتها العسكرية المحتشدة على الحدود، وتعدادها بالآلاف، تنتظر إشارة من القائد الأعلى من أجل تطهير شرق الفرات من الإرهاب.
نية تركيا واضحة، وقدراتها معروفة، أما التوقيت فهو مكتوم. هذه الحشود هي واحدة من أبرز الحقائق التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى إبرام اتفاق مع أنقرة.
فالولايات المتحدة أعلنت على لسان الكثير من مسؤوليها أنها لن تقف في مواجهة القوات التركية في حال تنفيذ الأخيرة عملية ممر سلام محتملة. وفضلت في اللحظة الأخيرة طريق المفاوضات من أجل الحيلولة دون العملية.
الحقيقة الثانية، هي أن المسؤولين الأتراك والأمريكيين يعملون بشكل واضح من أجل إنشاء مركز العمليات المشتركة المنصوص عليه في اتفاق المنطقة الآمنة. المسؤولون العسكريون من البلدين يظهرون معًا في صورة واحدة، وهو ما لم يحدث منذ سنين.
على الرغم من ذلك، يلجأ الساعون لإخراج الاتفاق عن مساره إلى كليشيهات مشابهة. فزمرة من المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعترضون قائلين: "لا يمكننا ترك حليفنا بي كي كي لمصيره بعد أن استثمرنا فيه كل هذه الاستثمارات".
أما مسؤولو "بي كي كي" فيهددون الولايات المتحدة بالتحالف مع النظام السوري وإيران وروسيا في حال تخليها عنهم.
وتقول فئة أقسمت على معاداة تركيا إن على الولايات المتحدة مواصلة دعمها "بي كي كي" حتى لا تنصلح العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وتطرح أوساط مشابهة أفكارًا عن طول المنطقة الآمنة وعمقها وماهيتها.
من بين كل هذه الأصوات النشاز، سيكون مسار الأمور باتجاه الحقيقتين المذكورتين أعلاه. سينعكس تطهير هذه المنطقة عبر الاتفاق، بشكل إيجابي للغاية على سوريا وعلى العلاقات التركية الأمريكية.
ينبغي على تركيا أن تكون حذرة استنادًا إلى التجارب السابقة. وفي حال إخراج الأوساط المناهضة لتركيا الاتفاق عن مساره فإن العملية العسكرية التركية سوف تحدد توقيت تطهير المنطقة من الإرهاب، وعمق المنطقة وطولها وماهيتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس