ترك برس
استبعد محللون غربيون أن تستجيب روسيا وإيران للطلب التركي بالضغط على نظام الأسد لوقف هجمات قواته على مواقع المعارضة في محافظة إدلب، خلال قمة أنقرة الثلاثية التي ستعقد في منتصف الشهر الحالي.
وقال ريان بوهل، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ستراتفور، لموقع "The Media Line" إنه كانت هناك بعض الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمرات القمة السابقة، وأنه في حين أن "تدابير حفظ ماء الوجه" لا تزال ممكنة، ستستمر العقبات الرئيسية.
وأضاف أن المشكلة هي أنه "ما لم تحسم الأطراف الثلاثة الوضع الدائم لتركيا في المنطقة، فلن تتوقف رغبة النظام السوري في في استعادة هذه المناطق".
وأوضح أن "الأولوية القصوى لتركيا هي الحفاظ على نفوذها في سوريا حتى لا يتشجع أعداؤها، إذا رأوا أن أنقرة تتراجع".
وبينما تحاول تركيا العمل مع روسيا في شمال غرب سوريا، فإن لديها اتفاقًا هشًا مع الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا. واتفقت واشنطن وأنقرة في آب/ أغسطس الماضي على إنشاء مركز عمليات مشترك لتطوير ما ستكون عليه تركيا منطقة آمنة في المنطقة، على الرغم من أنها لا تزال تهدد بشن هجوم إذا لم تتحرك خطط المنطقة الآمنة بسرعة.
بدوره رأى تيموثي آش، الخبير الاقتصادي المقيم في لندن والذي يركز على العلاقات التركية الروسية أن أردوغان سيستغل اجتماع أيلول/ سبتمبر للحصول على تعهدات بعدم شن النظام السوري عمليات على إدلب.
وأشار إلى أن موسكو وطهران تريدان استمرار الوضع الراهن للضغط على أردوغان.
وأوضح أن الهجوم على إدلب سيشكل مشكلة خاصة بالنسبة للزعيم التركي لأنه من المرجح أن يدفع بمئات الآلاف من السوريين نحو الحدود بحثًا عن الأمان داخل تركيا التي تستضيف أكبر عدد من النازحين السوريين، حيث يبلغ عددهم 3.6 مليون.
ووفقا لآش، فإن غاية موسكو الأولى هي دفع تركيا بعيدًا عن حلفائها الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، كما يتضح من صفققة صواريخ إس 400.
ويتفق سايمون والدمان، الزميل الزائر في كلية كينجز كولدج في لندن، على أن روسيا تحاول إبعاد تركيا عن الولايات المتحدة، وهو أمر من شأنه أن يحد من قدرة واشنطن على التأثير على سوريا عبر أنقرة. لكن الأمر يتعدى ذلك.
وأوضح أن "حلم موسكو لسنوات هو إحداث نوع من الخلاف الكبير داخل الناتو، وهذا أفضل ما يمكن أن يكون للمصالح الروسية."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!