ترك برس
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا لعلي دمرداش، أستاذ العلوم السياسية من جامعة ساوث كارولاينا، والباحث في برنامج فولبرايت، تناول فيه الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى محاولة إعادة تركيا إلى برنامج المقاتلة إف 35، وهو ما أعلنه السناتور الجمهوري لينزي غراهام الأسبوع الماضي.
ويقول دمرداش، إن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في عزلة واشنطن المتنامية في الشرق الأوسط والمشاكل المالية المتزايدة التي يواجهها برنامج "جوينت سترايك فايتر" الخاص بالمقاتلة.
وأوضح أن من بين أكبر أسباب الاستياء بين حليفي الناتو هو دعم البنتاغون الثابت لميليشيا وحدات حماية الشعب (تنظيم "ي ب ك")، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (تنظيم "بي كي كي")، والتي تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي لتركيا.
وأضاف أنه لا بد من النظر إلى عرض السناتور غراهام لإعادة تركيا إلى برنامج "جوينت سترايك فايتر" باعتباره محاولة أخيرة لرشوة الأتراك حتى لا يفسدوا "مشروع ي ب ك" الذي ابتكره البنتاغون منذ أكثر من خمس سنوات.
وأردف أنه يجب النظر إلى عرض غراهام أيضًا من منظور محاولة إنقاذ برنامج "جوينت سترايك فايتر" بالإضافة إلى التكلفة الإضافية لاستبعاد تركيا.
وبين أن برنامج إنتاج المقاتلة تعرض لانتقادات بسبب كلفته العالية وتأخر جدوله الزمني. وينقل عن الصحفية، فاليري إنسينا، في تقريرها بصحيفة نيويورك تايمز، أن برنامج تصنيع F-35 هو برنامج الأسلحة الأغلى في وزارة الدفاع على الإطلاق، ومن المتوقع أن يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من تريليون دولار على مدى ستين عاما.
وعلى الرغم من الميزانية الهائلة المرصودة للمقاتلة، فإن طراز F-35 ليس قريبًا من الكمال ويغرق في المشاكل التي تؤثر على قابلية التشغيل. وتعرضت لانتقادات بسبب قدرة الطائرة على المناورة، ووجود الكثير من المشكلات البرمجية، وسجل أدائها غير الموثوق.
وبالإضافة إلى ذلك تواجه شركة لوكهيد مارتن المصنعة للطائرة صعوبات في العثور على عملاء تحتاج إليهم لبيع الطائرة بهدف تعويض التكلفة الضخمة لإنتاجها. وفي وقت سابق من هذا العام، تخلت ألمانيا عن طراز F-35 لصالح مقاتلة أخرى من صنع شركة تايفون الأوروبية. وتقلصت فرص شركة لوكهيد مارتن في السوق الأوروبية المربحة مع ظهور برامج مقاتلة مشتركة آخر. وفي شهر حزيران/ يونيو، كشفت فرنسا وألمانيا وإسبانيا النقاب عن برنامج مقاتلة من الجيل الجديد (Dassault وAirbus). وفي تموز/ يوليو، أعلنت المملكة المتحدة وإيطاليا والسويد عن برنامج المقاتلات المشتركة (Tempest)، الأمر الذي يزيد الشكوك فيما إذا كانت المملكة المتحدة، الحليف القوي لأمريكا، ستشتري 138 طائرة من طراز F-35 كما كان متوقعًا.
وبالنظر إلى كل هذه الخسائر المحتملة في السوق، سيكون من الغباء من الناحية المالية الاستمرار في استبعاد تركيا التي التزمت بشراء أكثر من 100 طائرة من طراز F-35.
وعلاوة على ذلك، كما يقول المقال، يواجه برنامج لوكهيد مارتن مشكلة شديدة في قطع الغيار. وقد حذر مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية (GAO) في نيسان/ أبريل من أن 27 في المائة فقط من طائرات F-35 على مستوى العالم كانت قادرة على أداء المهام (على عكس الحد الأدنى المطلوب بنسبة 60 في المائة).
وذكرالمكتب أن 44٪ من قطع الغيار التي تم شراؤها كانت غير متوافقة مع الطائرات التي أخذها سلاح مشاة البحرية الأمريكي في عملية جرت مؤخرًا.
هذه المشاكل جعلت مشاركة تركيا المستمرة أكثر أهمية، إذ تنتج الشركات التركية أكثر من تسعمئة جزء من معدات الهبوط والأجزاء المتعلقة بجسم الطائرة. وحظيت الأجزاء التي تنتجها الشركات التركية بإشادة وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية إلين لورد.
ويلفت المقال إلى سبب آخر يدفع الأمريكيين إلى إعادة تركيا إلى برنامج إف 35 وهو محاولة روسيا جذب تركيا إلى مدارها والاستفادة من الأخطاء الأمريكية.
وأوضح أنه عندما واصل البنتاغون دعمه الثابت للعدو اللدود لتركيا في سوريا، عرض بوتين دعمه الكامل على الفور لغزو تركيا. وعندما أعلنت واشنطن استبعاد تركيا من برنامج F-35، عرض بوتين على الأتراك شراء طائرة SU-35 الروسية.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن قرار ترامب سحب القوات من سوريا والإشارات الأخيرة إلى احتمال بقاء تركيا في برنامج F-35 تشير إلى أن واشنطن ربما أدركت أنه لم يعد بإمكانها أن تكون لاعبة فاعلة في الشرق الأوسط من خلال زيادة عزلة تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!