ترك برس
في الوقت الذي لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية، وصف التليفزيون الإسرائيلي الاتفاق الذي وقعته تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية بشأن الحدود البحرية، بأنه تهديد لإسرائيل، لأن تركيا ستمنع إقامة خط أنابيب من حقل لفيتان الإسرائيلي إلى إيطاليا.
وكتب إيهود يعاري، محلل شؤون الشرق الأوسط في القناة 12 الإسرائيلية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يغير قواعد اللعبة ويحاول السيطرة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
وأضاف أنه فيما تلتزم إسرائيل الصمت، فإن شركاءها في مشروعات تصدير الغاز من حقل لفيتان، مصر واليونان وقبرص، تشتعل غضبًا من هذا الإجراء.
وزعم يعاري أن هذا الإجراء هو محاولة لضم المناطق البحرية غرب قبرص وشرق جزيرة كريت إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين، وفي هذا "تجاهل للمطالب القانونية للبلدان الأخرى، ويتعارض بشكل كامل مع القانون الدولي."
وأشار إلى أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، يعتمد كليا على المساعدات العسكرية من تركيا، لوقف هجوم اللواء خليفة حفتر المدعوم من مصر وروسيا والإمارات لاحتلال العاصمة طرابلس.
وأردف أن الرئيس التركي قد يرسل سفن تنقيب عن النفط في هذه المنطقة ترافقها سفن عسكرية لكي ينفذ مطالبه، وسيحاول بناء حاجز بحري يفصل بين اليونان وجزرها الموجودة في المتوسط، ويحرم قبرص من حقوقها.
وقال يعاري في ختام مقاله، إن من غير الواضح كيف ستتطور الأمور، لكن بالنسبة لإسرائيل فإن الاتفاق ينطوي على تهديد، إذ كيف سيمر خط أنابيب الغاز من حقل لفيتان الإسرائيلي إلى إيطاليا بينما يدعي الأتراك أنهم يمتلكون جزءًا من المسار الذي يمر فيه.
يذكر أن مذكرة التفاهم التي وقعهتها تركيا وحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا أثارت ردود فعل غاضبة من جانب القاهرة وأثينا، واستدعت الأخيرة السفير الليبي للاحتجاج تحت مزاعم أنها تنتهك حقوق دولة ثالث، فيما اعتبرتها القاهرة "عديمة الأثر".
وردت تركيا على الانتقادات المصرية واليونانية ببيان لوزارة الخارجية التركية قالت فيه: "إن تركيا دعت الأطراف قبل توقيع الاتفاقية إلى مفاوضات من أجل التوصل إلى تفاهم عادل، وأنها لا تزال مستعدة للتفاوض. ولكن الأطراف، في مقابل نهج تركيا القائم على الإنصاف والمعتمد على القانون الدولي، اختارت اتخاذ الإجراءات الأحادية وإلقاء التهم على تركيا، بدلًا من إطلاق المفاوضات معها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!