محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
كتبنا في زاويتنا قبل عدّة أشهر أنّ هناك العديد من الأطراف المعادية للدّولة التركية كانت تتأمّل الإطاحة بالحكومة الشّرعية القائمة في البلاد من خلال محاولات الانقلاب التي فشلت، إلّا أنّنا نجد أنّ هذه الجهات نفسها تحاول الأن الإطاحة بهذه الحكومة من خلال إفتعال أزمة إقتصادية أو إيهام الأوساط الاقتصادية بأنّ أزمة مالية كبيرة ضربت أو ستضرب تركيا.
بدأت هذه الأطراف المغرضة بالعمل ضدّ الحكومة التركية بالتّزامن مع حدوث اضطراباتٍ في سعر الدّولار الأمريكي أمام الليرة التركية، حيث سعت هذه الأطراف جاهدةً لإستغلال هذه الفرصة من أجل ضرب النّظام المالي القائم في تركيا.
ويأتي أعضاء حزب الشّعب الجمهوري المعارض على رأس هذه الأطراف الذين بدؤوا يتغنّون ويبتهجون بأنّ هناك أزمة اقتصادية ستلحق بالبلاد قريباً. فبدؤوا يجهّزون أنفسهم لإستغلال هذه الفرصة على اعتبار أنّهم عجزوا عن إسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية في صناديق الإقتراع. فقد قامت وسائل الإعلام المؤيّدة لهذه الأطراف بتحريف الأرقام والمعطيات الاقتصادية الصّحيحة، كما تجاهلت هذه الوسائل الخطوات النّاجحة التي أقدمت عليها الإدارة الاقتصادية في الحكومة التركية.
إنّنا نلاحظ في هذه الفترة بالذّات، أنّ الأحزاب المعارضة يستعملون أسلوب التّوبيخ وأنّ حملاتهم الانتخابية مبنيّة على هذا الأساس. إلّا أنّ الحقائق ليست كما يدّعيه هؤلاء. والمجتمع التركي مُدرك تمام لهذه الحقيقة. فالسياسية التركية حيال قضايا المنطة وخاصةً السياسات المتّبعة حيال سوريا والعراق ومصر، شدّت إنتباه العالم بأسره. ومسألة المصالحة الوطنية التي تشرف عليها الحكومة التركية تُعتبر من أهم المشاريع النّاجحة في المنطقة. فهذه العملية تُثير اهتمام شعوب المنطقة أكثر مع مرور الأيام.
أمّا على الصّعيد الدّاخلي فإنّ إدّعاءات المعارضة والأطراف المعادية لتركيا لا تعكس حقيقة البطالة الموجودة في تركيا فالاستثمارات في المناطق التي كانت تعاني من خطر الإرهاب تطوّرت بشكل لا يمكن قياسها بالماضي. والأهم من كلّ هذا فقد أصبحت تركيا ميناءً للطّاقة ومرتعاً آمناً للمواصلات الدّولية.
لننظر الأن إلى ما تمّ تحقيقة خلال السّنتين الماضيتين، فالحكومة التركية على الرّغم من كلّ محاولات الإساءة وتشويه الصّورة، عقدت إتّفاقية لنقل نفط بغداد وأربيل عبر أراضيها إلى الخارج، ومن جهة أخرى وقّعت مع كلٍّ من أذربيجان وجورجيا اتفاقية لنقل الغاز الأذري عبر الأناضول إلى القارّة الأوروبية.
مشروع خط نقل الغاز الأذري البالغ كلفته الإجمالية عشرة مليارات دولار، سينقل الغاز الأذري عبر الأراضي التركية إلى القارّة الأوروبية، حيث سيبدأ من ولاية قارس، مروراً بعشرين ولاية تركية ليخرج من ولاية أدرنة إلى اليونان ومن هناك إلى باقي الدّول الأوروبية.
مشروع تناب سوف يساهم في رفع مستوى استخدام اليد العاملة وخفض نسبة البطالة داخليّاً. أمّا بالنسبة للخارج، فإنّ هذا المشروع سيكون بمثابة الرّابط المشترك بين الشّعوب من أجل التّعايش السلمي. وإلى جانب هذا المشروع الضّخم، فإنّ هناك مشروع الخط الحديدي الذي سيربط بين مدن باكو وتفليس وقارس.
الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان قال خلال افتتاح مشروع تناب مايلي:
"إنّ الحاجة لهذا المشروع لا يقتصر على تركيا وأذربيجان وجورجيا. بل كل منطقة أوراسيا بحاجة إلى هذا المشروع. ونحن من خلال تنفيذ هذا المشروع، نكون قد قدّمنا خدمة للإنسانية جمعاء. وقدّمنا دُفعةً اقتصادية جيدة لشعوب المنطقة"
أمّا الرّئيس الأذربيجاني "إلهام ألييف" فقد أكّد خلال كلمته بأنّ تنفيذ مشروع تناب سوف يساهم في تقوية العلاقات السياسية بين تركيا وأذربيجان وجورجيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس