ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
هل سيسجل التاريخ أن قمة برلين كانت الاجتماع الذي وضع أسس السلام في ليبيا؟
هذا ما لا نعرفه في الوقت الحالي. لكن البيان الختامي للاجتماع، المكون من 55 بندًا، يتمتع بالأهمية لكونه يعكس الإرادة الدولية، سواء أتم تطبيقه أم لا.
بطبيعة الحال، الهدف هو تحقيق السلام الدائم والاستقرار السياسي في ليبيا. أقرت قمة برلين متابعة تشكيل حكومة شاملة أقرها مجلس النواب الليبي، ومراقبة قرارات حظر السلاح عن كثب، أي العمل على عدم خرق الحظر.
المرحلة التالية ستكون مسار جنيف. سيتم تشكيل وفد عسكري 5+5 من جانب كل من السراج وحفتر، وستنطلق مفاوضات من أجل تحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم.
لم يتضح بعد ممن سيتكون الوفدان وما القضايا التي سيتفاوضان عليها.
بيان حسن نية لتحقيق السلام
ينبغي اعتبار بيان برلين منطلقًا لعملية طويلة الأمد وبيان حسن نية من أجل تحقيق السلام. أود الوقوف في هذا المقال عند بعض النقاط.
موقف تركيا وخطها السياسي
يجمع من يعتبرون السياسة التركية بخصوص ليبيا صحيحة وأولئك الذين يرون أنها خاطئة على أن تركيا أصبحت من أهم الفاعلين بخصوص الحل في ليبيا.
احتلت أنقرة واحدًا من أكثر المواقع محورية في حل الأزمة الليبية بفضل المبادرة التي اتخذتها مع روسيا، وانسحاب الغرب بعض الشيء.
أسهم الدعم التركي القوي لفائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، في حضور السراج وحفتر إلى برلين، وإن لم يجتمعا في مكان واحد، علاوة على إظهار أن الطرف المتعنت هو حفتر.
بطبيعة الحال من غير الممكن القول إن ذلك جعل السراج الطرف الأقوى. فحفتر يسيطر على 90 في المئة من ليبيا، بشكل غير مشروع، ويتبنى مواقف عدوانية ومتعنتة إلى أبعد الحدود.
غير أن تركيا أصبحت بلدًا هامًّا يتخذ المبادرة من أجل السلام، ويدفع المجتمع الدولي في هذا الاتجاه.
تأكيد أنقرة على الاستقرار والسلام في المنطقة الغارقة في فوضى عارمة، وبذلها الجهود من أجل ذلك هو موقف يدعو للفخر كائنًا ما كان توجهنا السياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس