حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
أرى أن خطابات حزب الشعب الجمهوري على صعيد السياسة الخارجية التركية سطحية للغاية وخاطئة في مجملها. فلا يمكنكم رؤية خطاب مقبول يمكن أخذه على محمل الجد.
نظرت في خطابات من يمكن أخذه على محمل الجد من قادة حزب الشعب الجمهوري، أعتقد أن أهم القياديين من هذه الناحية هو أونال تشويك أوز، المتحدث باسم الحزب.
نشر تشويك أوز قبل يومين مقالة بعنوان "كيف تكون تركيا فاعلًا في اللعبة الجديدة الكبيرة بشرق المتوسط والشرق الأوسط؟".
لا أريد تلخيص المقالة، لكن لننظر في البنود الخمسة التي طرحها تشويك اوز:
1- تركيا تفقد مكانتها كوسيط محايد.
2- تستخدم القوة الخشنة عوضًا عن الناعمة، يجب عكس ذلك.
3- تفقد قوة الردع.
4- لا بد من علاقات الجوار الحسنة لتحقيق السلام والاستقرار.
5- ينبغي تقوية الدبلوماسية.
في الواقع هذه ليست مقترحات وإنما وجهات نظر. ومعظمها خاطئة.
على سبيل المثال، ليس صحيحًا أن قوة الردع ضعفت لدى تركيا. عندما أظهرت أنقرة قدرتها على استخدام الوسائل العسكرية زادت قوتها الرادعة.
إن لم تظهروا قوتكم العسكرية وأكدتم فقط على القوة الناعمة عندها تتحولون إلى فاعل لا يأخذه أحد على محمل الجد.
ويقول تشويك أوز "لا بد من علاقات الجوار الحسنة لتحقيق السلام والاستقرار"، وهذه أيضًا نظرة ناقصة. يمكن الأمل بأن تجلب علاقات الجوار الجيدة السلام والاستقرار، لكن إذا كان جميع جيرانكم في منافسة شديدة معكم فإن مواصلة السعي وراء حسن الجوار تعني خداع المرء نفسه.
ويلفت تشويك أوز إلى ضرورة لعب تركيا دور الوسيط. برأيي هذا كلام غير متزن أبدًا. للأسف عالمنا اليوم ليس عالم مناسب للوساطة، وتركيا ليست بلدًا ينبغي أن يبقى محايدًا وسط مصالح البلدان الأخرى.
على العكس، اضطرت تركيا لأن تكون طرفًا بسبب تعرض مصالحها للخطر. بماذا ستنفع الوساطة؟ لا أحد اليوم ينتظر وساطة من الآخرين. ولا فائدة تجلبها الوساطة لتركيا.
ويرى تشويك أوز أن تركيا فقدت قتها الناعمة وتوجهت للقوة الخشنة. صحيح. لكن هل الدبلوماسية ممكنة دون القوة الخشنة في هذه الفترة؟
هناك بند واحد من البنود الخمسة يمكننا القول إنه شبيه بالمقترح، وهو تعزيز الدبلوماسية. لكنني لا أشاطره الرأي، فتركيا حققت النجاحات في السنوات الثلاثة الأخيرة لأنها جمعت بين الدبلوماسية والقوة الخشنة، وخير مثال على ذلك سوريا وليبيا.
أعتقد بشكل عام أن حزب الشعب الجمهوري مضطر لاستخدام مصطلحات رنانة لا مكان لها في عالم اليوم من قبيل القوة الناعمة والوساطة والدبلوماسية، لأنه لا يمتلك منظورًا معقولًا في السياسة الخارجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس