ترك برس
تناول تقرير في صحيفة "عربي21" الإلكترونية، التساؤلات التي تدور حول تأثير التطورات الميدانية بسوريا على المحادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، وتأثير المحادثات كذلك على الأرض ميدانيا فيما بعد.
وأشار التقرير إلى انعقاد لقاء في موسكو بين الزعيمين التركي والروسي، اليوم الخميس، بهدف بحث الأوضاع في إدلب، والشمال السوري بشكل عام إثر التوترات الأخيرة، في وقت تشن فيه تركيا عملية "درع الربيع" ضد النظام السوري.
ونقلت الصحيفة عن القيادي في المعارضة السوري قحطان الدمشقي، قوله "إن اللقاء يأتي في وقت تزج فيه كل من روسيا والنظام السوري وحزب الله بكامل قواتهم وعتادهم لاسترجاع المناطق التي استعادتها الفصائل المعارضة مؤخرا بدعم تركي في سراقب ومحيطها".
وأكد الدمشقي أن روسيا والنظام السوري، يحاولان أن يفرضا سياسة الأمر الواقع على تركيا قبل اللقاء، وإجبارها على الخضوع لشروط الروس.
واعتبر أن هناك دعما جويا تركيا محدودا ومقيدا بالطيران المسير المرافق بالتغطية النارية للفصائل المقاتلة على الأرض.
ولكنه لفت في الوقت ذاته، إلى أنه على الرغم من محدودية التحركات والدعم التركي، إلا أن القوات التركية وفصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على مناطق جديدة واستعادة أخرى كانت قد خسرتها سابقا.
وأكد أن أي تفاهمات أو اتفاقات مستقبلية بين الروس والأتراك، قد تنذر بانكسارات في صفوف المعارضة.
وأكد أن تركيا وروسيا لا تزالان مختلفتين على تطبيق اتفاقات خفض التصعيد، فما تريده أنقرة تنفيذ حدود سوتشي 2018، بينما تصر موسكو على السيطرة على كامل إدلب، وطرد ما تسميها بالتنظيمات الإرهابية المسلحة.
من جانبه، يرى الصحفي المختص بالشأن التركي أحمد حسن، أن العملية التركية لم تنطلق تماما حتى يطرأ عليها تأثير كبير بعد محادثات موسكو.
وأكد أن الأمر له بعد يتعلق بالتحضيرات اللوجستية في الداخل التركي، مضيفا أنه لم يتم بعد الانتهاء من التأطير الدولي للعملية، حيث لم تتوضح بعد الأجوبة الدولية على الطلبات التركية عمليا رغم الدعم السياسي، كما أنه لم يتم بعد الانتهاء من التحضيرات لدى فصائل المعارضة.
وأضاف أن ما حصل من طبيعة التحرك التركي وعمليتها الأخيرة في الشمال السوري، تعد أوراق تفاوض لطاولة الرئيسين الخميس.
وقال: "الطلب التركي واضح بتنفيذ سوتشي، ما يعني عودة النظام إلى ما قبل النقاط التركية، ووقف إطلاق نار مستدام، والتفاوض بهدف تحقيقه دبلوماسيا، وفي حال عدم النجاح في ذلك، يكون التفاوض على حياد الروس وآلية تنسيق منع الاشتباك معهم خلال العملية مع النظام".
واعتبر أنه بعد مصرع دفعة كبيرة من الأتراك لم يعد موضوع الميدان عاملا مؤثرا وورقة في التفاوض، لأن تركيا عززت أوراقها بأشياء أهم من الميدان، وهي ورقة التكنولوجيا التي استخدمتها بكفاءة ضد النظام، وكذلك ورقة توسيع الأهداف من الميدان في ريف ادلب وريف حلب إلى أي منطقة يتواجد فيها النظام في سوريا.
وأكد أن تركيا لم تجعل القرى والمدن بما فيها سراقب في الشمال السوري، على طاولة المفاوضات لوجود أوراق أقوى.
ويرى حسن، أن أكبر مشكلة للأتراك ليس الروس ولا النظام السوري، بل "سوء أداء الفصائل المعارضة، وهذا لا يعني الميدان، بل يعني عدم وجود خطة للفصائل للاستفادة من التحركات التركية بكفاءة".
وعن الخيارات في المفاوضات بين تركيا وروسيا، رأى أن الخيارات محدودة جدا خلال لقاء الخميس، إما حياد الروس بينما يقاتل الجيش التركي قوات النظام السوري، أو دعم جيش النظام بشكل غير مباشر بهدف تحسين شروط التفاوض، أو تنفيذ طلب تركيا بسحب قوات النظام خارج النقاط، لكن بدون إدخال المعارضة، واقتصارها على قوات فصل تركية روسية.
وفي هذا السياق، يعتقد مؤسس "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد، أن "تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدل على سعيه لعودة الأمور إلى ما بعد النقاط التركية، ما يعني انسحاب قوات النظام من المناطق التي احتلتها في الأيام الماضية".
وأكد أن أردوغان طالب بوقف إطلاق النار وتثبيت الأمر الواقع، وكان هذا مرفوضا من روسيا، وفشلت كافة المباحثات بين الطرفين، وفي هذا الإطار أطلقت العملية التركية وبزخم قوي، ما يدل على جدية القرار التركي بعودة النظام السوري إلى ما قبل خان شيخون، وهذا ما سيصر عليه أردوغان في المحادثات.
وقال الأسعد بشأن تأثير لقاء أردوغان بوتين ميدانيا على الأرض: "لن يكون هناك تراجع لفصائل المعارضة، فروسيا تتبع سياسة الخداع وكسب الوقت، واستطاعت تحقيق ما تريد، ولم تكتف بذلك، بل تم قصف النقاط التركية بضوء أخضر منها، لإحراج الأتراك أكثر، وليأتي القرار التركي بالرد وبشكل قاس".
وتوقع بشأن اللقاء الخميس، أن يتوسع الخلاف بين أردوغان وبوتين بشكل أكبر، إذ إن "تركيا لن تخدع مرة أخرى من روسيا".
وفي ذات السياق، اعتبر القيادي في "الجيش الحر" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، في حديثه لـ"عربي21"، أن "العملية التركية بدأت بعد استنفاد كل المحاولات الدبلوماسية، وذلك لتحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس أردوغان بانسحاب النظام إلى خطوط اتفاق سوتشي، أي ما بعد نقاط المراقبة التركية، واللقاءات والمفاوضات مع روسيا هي لتحقيق هذا الهدف بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية".
وأشار إلى أن تركيا "بمجرد تحقيق أهدافها بالمفاوضات أو بالمعارك على الأرض، ستتوقف بالتأكيد".
وأكد أنه مهما كانت الخسائر كبيرة، فإن روسيا تحاول السيطرة على سراقب، حيث وضعت كل إمكانياتها النارية، واستقدمت مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لها من أجل ذلك، بهدف نشر شرطتها هناك، ووضع تركيا أمام الأمر الواقع، إذ إنها المدينة الأهم في معادلة السيطرة على الطرق الدولية، فهي عقدة هذه الطرق.
وبشأن ما بعد المحادثات، رأى أنه "في الأيام المقبلة سنشهد عمليات برية واسعة، وفتحا لمحاور متعددة في آن واحد، فقوات المشاة والقوات الخاصة التركية لم تدخل المعركة إطلاقا حتى الآن، إنما الدور التركي حتى الآن هو الدعم الناري للفصائل".
من جانبه، رأى الصحفي السوري قيس الأحمد، أن العملية التركية الحالية تشبه سابقاتها مثل "غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع الفرات"، حيث إن الأتراك دائما ما تكون عملياتهم بشكل متتابع وبطيء على مراحل عدة، مستبعدا أن تطرأ تغيرات كبيرة على الأرض بعد لقاء أردوغان بوتين.
وقال الصحفي: "إن الموقف التركي ثابت بما يخص مسألة عودة النظام السوري إلى حدود سوتشي 2018، وتسعى تركيا إلى وقف إطلاق النار في إدلب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!