ترك برس
سلّط السفير التركي لدى بغداد، فاتح يلدز، الضوء على علاقات بلاده مع العراق، ومستقبل هذه العلاقات، في ظل ما يشهده العراق من تقلبات متسارعة على الميدان السياسي، منذ أواخر العام الماضي.
وقال يلدز في مقابلة أجراها مع "الأناضول"، إن التوازنات السياسية، التي تأسست في العراق عام 2003، قد تغيرت، وإن أنقرة تعمل على تحسين التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة بمجالي الأمن والاقتصاد.
ووصف يلدز المرحلة التي يمر بها العراق بـأنها "فترة خاصة جدًا"، مشيرًا إلى تغير التوازنات السياسية، التي تأسست في العراق، عام 2003 (إسقاط نظام حكم صدام حسين).
وأضاف أن تغير تلك التوازنات تزامن مع طرح الشارع العراقي تساؤلات حول جدواها، في ظل أجواء يصعب التكهن بنتائجها.
وأردف: "العراق اليوم يسعى إلى الخروج من عنق الزجاجة، ونقف على أعتاب مرحلة استقالت فيها الحكومة، ولم يتم حتى الآن تشكيل حكومة جديدة تدير شؤون البلاد".
وتابع أن الشعب العراقي يرغب بتنظيم انتخابات مبكرة، ورغم أن هذه الرغبة تبدو الحل الأقرب، إلا أن الأمور التي يجب القيام بها في الأوقات الطبيعية في العراق يمكن أن تستغرق فترة طويلة.
ونوه إلى احتمال التعامل مع الحكومة القادمة كحكومة مؤقتة، لكن احتمالات قيام هذه الحكومة بدفع البلاد نحو إجراء انتخابات مبكرة تبقى قضية منفصلة في هذه الفترة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، شدد يلدز على أن أنقرة تعمل على تحسين آفاق التعاون مع بغداد، خاصة في مجالي الأمن والاقتصاد، موضحًا أن مكافحة تنظيم "داعش" ومنظمة "بي كا كا" الإرهابيين، تتصدر العلاقات الثنائية.
وتابع: "من الناحية السياسية، لدينا شبكة من العلاقات تعمل على زيادة فرص التعاون مع الجانب العراقي، لا سيما في مكافحة الإرهاب، والسير قدمًا نحو تعزيز العلاقات السياسية".
وأكد على أهمية التعاون التجاري بين تركيا والعراق، مضيفًا أن أنقرة تعمل على الاستفادة من هذا التعاون، لتحويل العراق إلى قاعدة للاستثمار.
ووصف العلاقات الثنائية في مجال الطاقة بـ"الواعدة"، لاسيما في مجال تصدير النفط العراقي إلى تركيا، معرباً عن ثقته بأن يحافظ مؤشر العلاقات التركية العراقية على منحىً تصاعدي، لافتًا أن تركيا ستحتاج خلال المرحلة المقبلة، المزيد من النفط العراقي.
وتابع يلدز أن أنقرة تتابع عن كثب عملية إعادة إعمار العراق، وتقديم الدعم لقضايا البنى التحتية وتقاسم الثروات المائية بين البلدين.
ولفت إلى أن تركيا في العراق تصنف ضمن أفضل الدول الصديقة والمجاورة، مؤكّدًا أن جميع اتصالاته داخل العراق قوبلت بردود أفعال إيجابية.
وفيما يخص المقر الجديد للسفارة في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، قال يلدز إنه يوفر أريحية أكبر ومستوى عالٍ جدًا لموظفي السفارة في أداء أعمالهم اليومية.
وتابع أن نقل السفارة من المقر السابق في منطقة الوزيرية ببغداد إلى المنطقة الخضراء "لم يكن عملية سهلة"، إلا أن أعضاء السفارة يبذلون الجهود اللازمة لمواصلة سير عمل الممثلية الدبلوماسية.
وشدد على أن المقر الجديد للسفارة سيساهم في "كسر الوجه البارد للسياسة"، وسيمنح مزيدًا من الوقت لأنشطة الدبلوماسية العامة القريبة من "نبض الشارع".
ونوه إلى أن العلم التركي لا يزال مرفوعًا على المقر القديم للسفارة، وأن هذا المقر يحمل قيمة رمزية عالية، ويحتل مكانة خاصة في الدبلوماسية التركية، وكذلك العلاقات مع العراق.
وتابع يلدز: "المنطقة الخضراء مكان مغلق نسبيًا، لكن عندما جئنا إلى هنا، كنا نهدف إلى إحداث فرق ملحوظ، مثل الفرق الذي أحدثناه في المقر القديم.. هدفنا هو جذب الناس من خارج المنطقة الخضراء، وتوفير إمكانية زيارتهم للسفارة التركية".
وحول أمن المنطقة الخضراء، قال المسؤول التركي إن مقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، يتعرض بين الحين والآخر لهجمات صاروخية، تتهم واشنطن فصائل شيعية عراقية مدعومة من إيران بالوقوف خلفها.
لكن يلدز قال إنه لا توجد تهديدات مباشرة ضد السفارة التركية في المنطقة الخضراء، ومع ذلك، تم اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة.
وأضاف أن السفارة تعمل من داخل المنطقة الخضراء وفق مبدأ يضمن التواصل الفعال مع أبناء الشعب العراقي، انطلاقًا من هذه المنطقة.
وتابع: "إذا لم يمنعنا فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فإننا نخطط لتنظيم فعاليات احتفالية متنوعة خلال عيد الطفولة والسيادة الوطنية، في 23 أبريل/ نيسان المقبل.
جدير بالذكر أن العراق يشهد منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، احتجاجات شعبية غير مسبوقة، أجبرت حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون أول الماضي، ولم تتشكل حتى الآن حكومة جديدة، في ظل خلافات بين القوى السياسية والمحتجين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!