ترك برس
صرّح نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكتاي، بأن أنقرة قدمت أكثر من 2.2 مليار ليرة تركية (325 مليون دولار) لجمهورية شمال قبرص التركية لمساعدتها على تحمّل تداعيات حائجة وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا المستجدّ.
وخلال مراسم توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والمالي 2020 بين تركيا وحكومة شمال قبرص عبر الإنترنت، قال أوكتاي: "أثناء التحضير للوضع الطبيعي الجديد، ستستمرُّ تركيا بدعم جمهورية شمال قبرص التركية".
وأكّد مجدّدًا على دعم أنقرة المستمر، قائلًا إن تركيا مصمّمةٌ على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمساعدة جمهورية شمال قبرص التركية على بناء اقتصادٍ مستدامٍ من أجل رفاهية الشعب التركي القبرصي.
وقال أوكتاي الذي شارك تفاصيل الاتفاق، إن المساعدة المالية يجري تمديدُها في شكل منحٍ وقروض.
وأضاف أن الاتفاقية ستساعدُ في التخفيف من تأثير الوباء على اقتصاد جمهورية شمال قبرص التركية، وستساهم في ترسيخ الأخوة بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.
يُذكر أن فيروس كورونا شوهد لأول مرة في جمهورية شمال قبرص التركية عندما زار البلاد سائحٌ ألمانيٌّ مُصابٌ بالفيروس في 10 آذار/ مارس الماضي.
وقد فرضت الدولة تدابير صارمة لوقف انتشار كوفيد 19؛ حيث علّقت دوام المدارس والمكاتب العامة ومعظم الشركات، كما فرضت حظر تجول جزئي وقامت بإغلاق الحدود. وطلبت من جميع المواطنين ارتداء أقنعةٍ للوجه ومغادرة منازلهم فقط لتلبية الاحتياجات الضرورية، وفقًا لقرار مجلس الوزراء.
كما شرعت السلطات القبرصية اليونانية أيضًا في اتخاذ تدابير مثل فرض حظر على الحركة الجوية التجارية لكبح انتشار الوباء.
وقد بدأت جمهورية شمال قبرص التركية بالفعل في عملية إعادة الحياة إلى طبيعتها مع عدم ظهور حالات إصابة جديدة في غضون شهرٍ تقريبًا. وكخطوةٍ أولى أوقفت قبرص التركية عمليات التنقل إلى قبرص اليونانية بعد ظهور الحالات الأولى فيها، ومع استمرار انتشار الفيروس على الجانب اليوناني، سيظلّ وقف التنقل بين الدولتين قائمًا بشكلٍ مؤقت، وفقًا لتصريحاتٍ سابقةٍ للمسؤولين.
وفي غضون ذلك، سيتمُّ استئنافُ بعض الرحلات الجوية في حزيران/ يونيو القادم لإعادة مواطني جمهورية شمال قبرص التركية من الخارج، كما سيتمُّ استئنافُ النقل البحري مع تركيا.
يُشار إلى أن انقلابًا يهدف إلى ضمّ قبرص من قبل اليونان وقع في عام 1974، ممّا اضطرّ أنقرا إلى التدخل كقوةٍ ضامنةٍ في الجزيرة. وفي عام 1983، تمّ تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية.
وشهدت العقود التي تلت ذلك عدة محاولاتٍ لحلّ النزاع القبرصي، انتهت جميعُها بالفشل. كان آخرُها في عام 2017 في سويسرا بمشاركة الدول الضامنة؛ تركيا واليونان والمملكة المتحدة، وانتهى دون إحراز أي تقدمٍ يذكر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!