ترك برس
وصل قائد القوات البحرية التركي، الأدميرال عدنان أوزبال، إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث التقى رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، محمد الشريف.
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن أوزبال، أجرى زيارة إلى ليبيا، الثلاثاء، بتوجيهات من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، حيث كان في استقباله لدى وصوله طرابلس مسؤولون ليبيون وأتراك.
والتقى أوزبال في قاعدة "بو ستة" البحرية بطرابلس، الشريف الذي أعرب له عن سعادته بزيارته إلى ليبيا.
وتخللت زيارة اوزبال إلى طرابلس، عقد اجتماع مغلق مع المسؤولين الليبيين هناك، دون أن يصدر أي بيان رسمي حتى الآن حول فحوى اللقاء.
وفي سياق متواصل، رد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بقسوة على تصريحات للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون تحدث فيها عن مسؤولية "جنائية" لتركيا في ليبيا.
وقال جاويش أوغلو في تصريحات صحفية أدلى بها، الثلاثاء، إن فرنسا توجد في ليبيا لتحقيق مصالحها فقط، ووصف موقفها تجاه هذا البلد بالاستعماري والهدام، مضيفا أن عليها أن تكون شفافة وصادقة قبل أن يقوم ماكرون بانتقاد تركيا.
وأكد الوزير التركي على أن فرنسا تدعم شخصا انقلابيا، وتتحرك وفقا لمفهوم مدمر في ليبيا، مشيرا إلى أن باريس، ورغم نفيها دعم اللواء الليبي المتقاعد حفتر فإنها تنقل أموال الإمارات إليه.
وذكر أن هناك نقاشا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن اعتبار الوجود الروسي في ليبيا تهديدا، متهما فرنسا بأنها تسعى لزيادة وجود روسيا هناك.
وقبل أيام، جدد ماكرون انتقاده دور تركيا في ليبيا، وقال إنها هي المتدخل الرئيسي الآن هناك، وإنها تتحمل ما سماها "مسؤولية تاريخية وجنائية"، وكان قد وصف قبل ذلك الدور التركي في ليبيا باللعبة الخطيرة، مما استدعى أيضا ردا تركيا غاضبا.
وتأتي الاتهامات المتبادلة بين أنقرة وباريس بشأن ليبيا في سياق توتر بينهما اشتد عقب الهزائم التي تعرض لها حفتر مؤخرا حين خسر كل معاقله في الغرب الليبي.
من جهته، قال مسؤول أميركي -تعليقا على ما نشرته وول ستريت جورنال بشأن سعي روسيا لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا في ظل تراجع قوات حفتر- إن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري من جميع الأطراف في ليبيا.
وأضاف المسؤول في رد مكتوب على استفسار لموقع "الجزيرة نت"، أن الولايات المتحدة تحث تلك الأطراف على الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات، وطرد جميع القوات الأجنبية، بما في ذلك مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة السوريين.
وأشار إلى ضرورة البناء على التقدم الذي تم إحرازه عبر محادثات الأمم المتحدة (5+5) ومبادرة القاهرة وعملية برلين، وفق تعبيره.
من جهته، قال المتحدث باسم "العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك، إن فرنسا هي من ترتكب الجرائم في ليبيا وتمارس لعبة خطيرة.
وأكد جليك على أن الممارسات التي يقف وراءها ماكرون في ليبيا "مخالفة للقانون"، وتمثل "جرائم ضد الإنسانية".
وأضاف: "تكررون في ليبيا نفس الأخطاء التي ارتكبتموها في رواندا سابقا. انظروا إلى صحيفة ذي اندبندنت البريطانية التي كتبت بشكل صريح، أن فرنسا وماكرون يقدمان ما يشبه الكوميديا السياسية ضد تركيا من أجل التستر على سياساتهما الفاشلة في ليبيا".
وتابع: "الشيء الذي يدعو للاستغراب هو أن فرنسا التي تدعم الانقلابي حفتر وجرائمه بما فيها المقابر الجماعية، تتهم تركيا بين الفينة والأخرى بارتكاب جرائم"، لافتاً إلى استمرار فرنسا في بيع السلاح إلى الدول التي تحارب في اليمن.
وبيّن أن ماكرون يتحدث عن حقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته يواصل بيع الأسلحة التي تتسبب في انتهاكات حقوق الإنسان، مبيناً أن ماكرون يبحث عن مخرج من المأزق الذي وقع فيه في ليبيا، مبينا أنه أخطأ البوصلة بالتهجم على تركيا.
وتدعم أنقرة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في مواجهة مليشيا حفتر المدعومة من دول عربية وأوروبية، وذلك بموجب اتفاق تعاون أمني وعسكري أبرمته أنقرة وطرابلس، نهاية العام الماضي.
وشنت مليشيا حفتر بدعم من دول عربية وأوروبية عدوانا على طرابلس في 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط ضحايا من المدنيين، بجانب دمار واسع، قبل أن تتكبد خسائر كبيرة.
وحقق الجيش الليبي انتصارات على مليشيا حفتر أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، ومدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية، وبلدات بالجبل الغربي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!