ترك برس
رأى مدير مركز دراسة تركيا الجديدة في روسيا، يوري مافاشيف، أن فرص اليونان ومصر في مقاومة خطط تركيا شرق البحر الأبيض المتوط، "تقترب من الصفر"، من دون دعم دول ثالثة.
جاء ذلك في حديث لصحيفة "كوميرسانت" الروسية حول مباشرة تركيا عمليات المسح بحثا عن النفط والغاز شرق البحر الأبيض المتوسط، "ضاربة بعرض الحائط رأي بروكسل وأثينا والقاهرة".
وقالت الصحيفة إنه "بعد إعلان تركيا بدء عمليات التنقيب الجيولوجي في المنطقة المتنازع عليها في البحر الأبيض المتوسط، تم وضع القوات المسلحة اليونانية في حالة تأهب".
ووعد مجلس الأمن القومي اليوناني بالرد على "استفزازات تركيا". كما حاولت أثينا حشد دعم الاتحاد الأوروبي والناتو. حسب ما نقلت وكالة "RT".
ومن جانبها، تتهم أنقرة اليونانيين بتعطيل المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية في المتوسط.
وقال رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأحد: "المسار الحالي للأحداث لن يكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي أو تركيا".
وأضاف: "يجب أن نعمل معا من أجل الأمن في البحر المتوسط". وبحسبه، فإن بروكسل مستعدة لمساعدة الطرفين في حل الخلافات.
وفي الصدد، قال مدير مركز دراسة تركيا الجديدة، يوري مافاشيف: "إن عضوية الناتو، لم تعد العامل الذي يستطيع إنقاذ الأطراف من الصراع. فالحلف، في أزمة عميقة. لذلك، فمن المرجح أن تضطر الأطراف إلى التعامل مع بعضها البعض بشكل مستقل أو بدعم من لاعبين خارجيين فرديين".
وأضاف مافاشيف: "على أية حال، من دون دعم دول ثالثة، مثل فرنسا، فإن فرص القاهرة وأثينا في مقاومة خطط تركيا تقترب من الصفر".
كما أشار مافاشيف إلى أن أنقرة لن تتخلى عن مصالحها. وشدد على أنها "سوف تناطح اليونانيين حتى احتدام الصراع، إذا لزم الأمر".
فيما قال عضو هيئة تحرير التقرير التحليلي "روسيا إفريقيا- رؤيا مشتركة"، أندريه ماسلوف: "من المستبعد أن تؤدي أعمال الاستكشاف في المنطقة المتنازع عليها إلى اكتشافات مهمة".
وأضاف ماسلوف: "على أية حال، فإن تصعيد المطالبات المتبادلة من قبل الطرفين سيعوق إمكانية اتخاذ قرارات استثمارية في هذه المنطقة، سواء لإنتاج الغاز أو نقله". ووفقا له، لا ينبغي المبالغة في البعد الاقتصادي للصراع، وخاصة المتعلق بالنفط والغاز منه.
وزعم أن "تركيا، أولاً وقبل كل شيء، تريد ليبيا باحتياطاتها من الذهب والنقد الأجنبي، البالغة 77 مليار دولار، وإمكانية شراء النفط وإنتاجه هناك. ومن خلال أخذ تركيا على عاتقها دور راعي ليبيا، ستواصل نهج احتواء خصومها".
وأصدرت القوات البحرية التركية إخطارا ملاحيًا جاء فيه أن السفينة التركية "أوروتش رئيس" ستجري مسحا زلزاليا شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين، في منطقة تقع داخل الاتفاق المصري-اليوناني الأخير.
ويشمل الإخطار الذي أصدرته البحرية التركية منطقة من البحر تقع جنوبي مدينة أنطاليا التركية وغربي جزيرة قبرص. وسيكون ساريا في الفترة من 10 إلى 23 أغسطس/آب.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات عقب صلاة الجمعة بجامع آيا صوفيا الكبير، إن تركيا استأنفت أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة لأن اليونان لم تف بوعودها بشأن هذه المسألة.
وذكر مكتب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أنه رأس اجتماعا للمجلس الحكومي للشؤون الدفاعية يوم الاثنين بحث "سبل الرد على الاستفزاز التركي". حسب وكالة رويترز.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن أولئك الذين يتصرفون وفق مفهوم "أنا المالك الوحيد للبحر المتوسط" سيخيب أملهم، و"إن تركيا لديها القدرة والإمكانيات والتصميم لدحر تحالف الشر المشكل ضدها في المتوسط".
وشدّد في بيان لها على أن "تواجد تركيا العسكري في المنطقة ليس هدفه التصعيد، وإنما لاستخدام حقها في الدفاع المشروع فيما لو تطلب الأمر. لن تسمح تركيا لأي تعرض عسكري على سفينة تركية مدنية".
وتصاعدت الخلافات في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد اكتشاف احتياطات غاز كبيرة في المنطقة خلال الأعوام الماضية. حسب تقارير إعلامية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!