ترك برس
أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن أنقرة لن تتفاوض من أجل اتحاد فيدرالي لجزيرة قبرص.
وشدد في تصريحات لوكالة الأناضول التركية على أنه "لا معنى للدخول في مغامرة جديدة غامضة من أجل الاتحاد الفيدرالي في قبرص، مصيرها الفشل".
وبيّن أنه "من غير الممكن استئناف المفاوضات من حيث توقفت، ومن غير الممكن البدء بالمفاوضات من نقطة بدء محادثات كرانس مونتانا، تلك المحادثات فشلت، ولا معنى للخوض في مغامرة جديدة محكومة بالفشل".
وتعثرت العملية السياسية بين شطري قبرص منذ انهيار المحادثات التي دعمتها الأمم المتحدة في منتجع "كرانس مونتانا السويسري، في يوليو/ تموز 2017.
وأكد تشاووش أوغلو أن أنقرة تدعم كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل دائم في الجزيرة، مشيرا أن الخطوات التي اتخذتها تركيا في قبرص ظاهرة للعيان.
وذكر أن قبرص الرومية وقعت "خطة عنان" ثم قامت بدعاية ضدها، ليقوم 75 بالمئة من القبارصة الروم برفضها، فيما الجانب التركي أيدها بشدة.
وأوضح أن مسار مفاوضات جديدا انطلق بعد أن أفشل الجانب الرومي "خطة عنان".
وأضاف: "أجرينا مفاوضات أولا في يناير (كانون الثاني) 2017 في جنيف، ثم يوليو (تموز) في كرانس مونتانا، ورأينا أن الجانبين ليسا مستعدين بعد".
ولفت إلى أنه عقب إفشال الجانب الرومي "خطة عنان"، انطلق مسار مفاوضات جديد عام 2017 في جنيف وكرانس مونتانا، وتم خلاله بحث الاتحاد الفيدرالي.
وأشار إلى أن إدارة قبرص الرومية، بدعم من اليونان، تراجعت خطوة إلى الوراء، رغم طرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أفكارا ملموسة، ما تسبب بإيجاد مناخ سلبي.
وأوضح تشاووش أوغلو أنه أدرك عدم إمكانية التوصل إلى حل، ما دفعه لإنهاء المفاوضات.
وأضاف: "خلال محادثتي مع أناستاسياديس (رئيس إدارة قبرص الرومية)، قال لي إن مفاوضات الاتحاد الفيدرالي لم تعد تجدي نفعا، وأكد لي ضرورة إجراء المفاوضات وفق حل الدولتين، وأوضح أننا لكي نحصل على نتيجة منها ينبغي لنا إجراؤها بعد انتهاء الانتخابات".
وأشار أنه التقى بشكل غير رسمي أناستاسياديس في نيويورك، ضمن إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأفاد بأن أناستاسياديس أعلمه بأنه لم يلق التأييد اللازم من المجتمع الدولي بخصوص حل الدولتين، وشاركه رأيه بأن من الأسلم تشكيل اتحاد كونفدرالي بين الدولتين.
ولفت تشاووش أوغلو إلى دعوة غوتيرش لعقد اجتماع غير رسمي 5+1 (الأمم المتحدة و3 دول ضامنة وشطرا قبرص) بمقترح من تركيا.
وبيّن أن سبب اقتراح هذا الاجتماع هو لاتخاذ قرار بشأن ما سيتم التفاوض عليه قبل بدء المفاوضات الرسمية.
وتابع: "أولويتنا هنا هي الخيارات خارج مقترح الفيدالية في قبرص، إذا ظهرت أفكار مثل، دولتين أو اتحاد كونفدرالي أو أي فكرة أخرى مماثلة، فيمكننا تقييمها".
وأردف: "إذا كنا سنواصل التفاوض بشأن الفيدرالية، فلن نحتاج إلى عقد هذا الاجتماع غير الرسمي 5 + 1".
وأوضح تشاووش أوغلو أن "القضية القبرصية التي لم يتم حلها حتى اليوم قد تحل بهذه الطريقة، وإلا فإننا على يقين بأننا إذا تفاوضنا من أجل الفيدرالية فلن نتوصل إلى نتيجة".
وأشار إلى أن السبب في ذلك عدم رغبة الجانب الرومي في مشاركة أي شيء مع الجانب القبرصي التركي، كما أنه لم يتخذ أي خطوات إيجابية حتى الآن فيما يتعلق بالتقاسم العادل لموارد الطاقة.
ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
وتتركز المفاوضات حول ستة محاور رئيسة، هي: الاقتصاد، وشؤون الاتحاد الأوروبي، والملكيات، وتقاسم السلطة (الإدارة)، والأراضي، والأمن والضمانات.
ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل إلى حل في الجزيرة، ويؤكد أن التواجد (العسكري) التركي فيها شرط لا غنى عنه بالنسبة إليه، وهو ما يرفضه الجانب الرومي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!