ترك برس
ميناء فيليوس، حلم راود السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وتحقق بعد 150 عاماً، تنتظر تركيا منه أن يلعب دور ممر لتجارتها نحو الشمال وأن يعزز هيمنتها داخل حدود الوطن الأزرق (البحار المحيطة بتركيا).
الميناء الذي افتتح ببلدة فيليوس التابعة لقضاء تشاي جوما بولاية زونغولداق شمالي تركيا، دخل الخدمة الأسبوع الماضي، ليصبح محطة أساسية ومحورية في التجارة بالبحر الأسود، وليقدم إسهامات كبيرة لاقتصاد المنطقة.
في حوار مع وكالة الأناضول تحدث أومور بوجاق الباحث في كلية الدراسات البحرية بجامعة بولنت أجاويت التركية، عن الميناء وأهم مميزاته والقدرة التنافسية للميناء مع أهم الموانئ الأخرى في البحر الأسود.
وقال بوجاق إن سعة مناولة الحاويات (التحميل والتفريغ والنقل) بميناء فيليوس تبلغ 25 حاوية طن سنوياً، وسيكون بوابة التجارة التركية نحو الشمال.
وأشار بوجاق إلى أهمية دراسة وتحليل قدرات الموانئ المنافسة بالبحر الأسود، مثل نوفوروسيسك في روسيا، وكونستانتسا في رومانيا، وأوديسا بأوكرانيا من أجل جذب الحمولات والسفن الدولية.
** خصائص موانئ البحر الأسود
أوضح بوجاق أن ميناء نوفوروسيسك في روسيا يمتد على مسافة 8.3 كيلومترات على ساحل البحر الأسود، ويبلغ عمق المياه في الميناء 8 إلى 15.6 متراً ويضم 89 رصيفاً، وتبلغ إجمالي سعة المناولة 142 مليون طن سنوياً في 900 ألف حاوية سعة 20 قدم.
أما ميناء كونستانتسا فيحتوي على 24 رصيفاً 10 منها للحمولات الجافة و4 للسائبة ورصيفان للسيارات و8 أرصفة للحمولات الثقيلة والثقيلة جداً.
ويتراوح عمق مياهه ما بين 7 و 19 متراً؛ فيما تبلغ سعة المناولة بالميناء 67 مليون طن سنوياً في 700 ألف حاوية سعة 20 قدم.
أما ميناء أوديسا فيبلغ طوله 9 كيلومترات ويضم 54 رصيفاً يتراوح عمق مياهها ما بين 8.8 إلى 11.7 متراً وتبلغ سعة مناولة الحاويات 46 مليون طن ويتعامل مع حوالي 650 ألف حاوية سعة 20 قدم سنوياً.
وأضاف بوجاق، أن مضيق البوسفور في إسطنبول يشهد حركة سفن أكثر كثافة بثلاثة أضعاف من قناة السويس، وأكثر أربعة أضعاف من قناة بنما، ويعد من أكثر المضائق التي تشهد حركة سفن في العالم.
وزاد: "لذا فإن ميناء فيليوس، سيكون له أهمية خاصة في أعمال الصيانة والتزويد بالوقود والخدمات الأخرى، نظراً لأنه أقرب إلى مضيق البوسفور من الموانئ المنافسة".
- دعم مشاريع النفط التركية
وأشار بوجاق إلى أن أكثر الحمولات التي يتم التعامل معها في ميناء نوفوروسيسك الذي يعد الأكبر في البحر الأسود هي حمولات الغاز الطبيعي المسال، والبترول والزيوت، مشيراً لوجود خط أنابيب بترول بطول 1500 كم بالقرب من الميناء تستخدمه روسيا وكازاخستان.
وأضاف أنه يجب دعم مشاريع شركة النفط التركية للتنقيب عن البترول واستخراجه في المنطقة المحيطة بالميناء.
وأكد أن إنشاء خط أنابيب بترول يصل ميناء فيليوس بخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان سيكسب الميناء ميزة تنافسية مهمة.
وأردف: "هناك زيادة ملحوظة في نقل الحاويات بالبحر الأسود في السنوات الأخيرة، نتيجة الاستثمارات التي نُفذت في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية".
وتنظر تركيا إلى أن الميناء على أنه سيكون بوابة لتجارتها نحو الشمال، بفضل قربه من المراكز الصناعية والتجارية الهامة في البلاد والإقليم.
- نقل الحاويات
وأضاف بوجاق أنه يمكن ربط ميناء فيليوس مباشرة بموانئ مرسين أو إسكندرون أو أنطاليا، من خلال مشروع سكة حديد من جنوب إلى شمال تركيا.
واستطرد قائلا: "أي مشروع لربط ميناء فيليوس بالبحر المتوسط، سيمكن تركيا من الحصول على حصة من النقل البحري الروسي مع الصين، ومن تجارة روسيا مع دول البحر المتوسط، كما سيخفف الضغط على مضيق البوسفور ويقصر مدة النقل".
كان وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، قد أعلن اكتمال أعمال البناء في الميناء الذي خُطّط له في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والتي بدأت عام 2016.
وسيكون الميناء، على رأس قاطرة التنمية الخاصة بتركيا والمنطقة في ما يتعلق بتحقيق أهداف خطط التصدير التي أعدّتها الحكومة التركية، والمتوقع بلوغها نحو 228 مليار دولار عام 2023 و987 مليار دولار عام 2053.
يحيط بميناء فيليوس كاسر أمواج رئيسي بطول 2450 متراً، وحاجز أمواج ثانوي بطول 1370 متراً، ويبلغ طول رصيف الميناء 3000 متر، بعمق يبدأ من 14 متراً ويصل إلى 19 متراً في الأقسام الأخرى للرصيف.
وتصل سعة مناولة (تحميل وتفريغ) الميناء السنوية إلى 5 ملايين طن، ستصل إلى 25 مليون طن فور دخول مرافق الميناء كافة الخدمة في السنوات القادمة، ويستطيع الميناء التعامل مع 13 سفينة من مختلف الأحجام والأوزان في نفس الوقت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!