ترك برس
حوّل بكير كوسه، المقيم في مدينة قسطموني شمال تركيا، بيته إلى مركز علاج طبيعي ومصنع للأجهزة والأدوات التي تساعد ابنه بوراك، المصاب بالشلل الدماغي على الحركة، وذلك لتعذر معالجته في المركز فترة الإغلاق بسبب تفشي وباء كوفيد 19.
يقيم الطفل بوراك كوسه، البالغ من العمر 3.5 عاما، في منطقة "أغيل" بقسطموني، ويعاني من الشلل الدماغي، وهو مرض يؤدي لاضطراب في قدرات الطفل الحركية والحسية مما يقلل نشاط العضلات، ولم تلاحظ عائلته إصابته بالمرض حتى بلغ عامه الأول، حيث بدأ الشعور بانقباضات في عضلاته.
ومنذ أن علمت عائلة بوراك بمرضه، قدمت له الدعم والعلاج الطبيعي اللازم لجسده الصغير، فقد كان علاجه الوحيد هو العلاج الطبيعي، فقد أغلقت مراكز العلاج الطبيعي في العالم بأكمله بما فيه تركيا بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
لم يمنع هذا الإغلاق الأب من مواصلة دعم ابنه ليخطو ولو خطوة واحدة، خاصة أنّه يعيش فترة النّمو الحرجة، لذلك قرر الأب كوسه، التصرف بسرعة وتحويل منزله الواقع في قرية "يشيل بينار" بمنطقة "أغيل"، إلى مركز لإعادة التأهيل والعلاج الطبيعي.
لم يكن تأسيس المركز في حديقة المنزل سهلا بالنسبة للأب، لكنه كان ضروريًا جدًا، فقام الأب بصنع أجهزة من الخشب، شبيهة بأدوات مركز العلاج الطبيعي كالمشّاية والشريط المتوازي، ونَصَبَ أرجوحة داخل المنزل لاستخدامها في العلاج، ليتمكن ابنه في البداية من التشبث بها ثم الوقوف على قدميه.
استجاب الطفل كوسه، بسعادة لما يبذله والده من جهود في سبيل مساعدته على المشي، وتمكن بالفعل من المشي بدعم من والده، وبالرغم من تمكنه من الذهاب إلى مركز التأهيل مع عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن والده يواصل دعمه في مركزهم الخاص بالمنزل.
أشار الأب بكير كوسه، إلى تجوله يوميا مع ابنه في حديقة المنزل، وقال: "صنعت في منزلي بالقرية أجهزة خاصة بالعلاج الطبيعي من الخشب، كالتي رأيتها في المركز، وأتمشى برفقة ابني في حديقة منزلنا يوميا، ونقوم بحركات خاصة لمنع انقباضات عضلاته. وقد صنعت له جهازا يشبه المشاية، وجهازا يشبه السكوتر ليتمكن من التوازن، وصنعت له أيضا شريطا متوازيا. يعاني ابني من توتر في عضلات يديه، فهو لم يتمكن من الزحف في صغره، أما اليوم فهو يمشي بشكل غير مستقل إلا أنه مريح".
يفتخر الأب كوسه، ببذله قصارى جهده في مساعدة طفله: "ما يهمني في هذا العالم هو أن يمشي ابني ولو خطوة واحدة، أجري له فحوصات بشكل دوري، وأجتهد لجعله يمشي بشكل منفرد في المستقبل، وتسعدني جدا رؤية طفلي وهو يمشي بمساعدة الأجهزة التي صنعتها له بنفسي. يتمنى كل أب أن يرى طفله يمشي بمفرده، وأتمنى أن يمشي طفلي بعون الله وبفضل علاج الأطباء والأجهزة التي صنعتها له".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!