ترك برس-الأناضول
من خلال الموسيقى والغناء، يسعى عازف الغيتار التركي نشأت دينجر، حيث يقيم في دار رعاية للمسنين بولاية قهرمان مرعش (جنوب)، للتمسك بالحياة ورفع الروح المعنوية لأصدقائه.
يعتبر دينجر واحدًا من أشهر عازفي الغيتار ومؤدي الكورال الأتراك، ولطالما جذب انتباه محبي الموسيقى من خلال عزفه وراء العديد من الفنانين المشهورين، وأبرزهم سميحة يانقي، وعلي رضا بين بوغا، ونشه قره بوجك.
تمكن دينجر من التشبث بالحياة من خلال الموسيقى، بعد دخوله إحدى دور رعاية المسنين في قهرمان مرعش، على خلفية فقدانه للذاكرة عقب وفاة ابنه البالغ من العمر 28 عاما في 2000.
وتمسك بالحياة ليتحول إلى مضرب مثل في دار رعاية المسنين، حيث استقر، ومصدر للطاقة الإيجابية ورفع الروح المعنوية لدى نزلائها.
دينجر الذي لا يترك غيتاره رغم تقدمه في السن، لا يرفض طلب أي نزيل بالعزف على الغيتار ورسم البسمة على وجوههم من خلال الموسيقى. كما تمكن، من خلال أغانيه ومعزوفاته، من إضفاء لون مختلف إلى دار المسنين.
- هنا عانقت غيتاري مرة أخرى
وقال دينجر لوكالة الأناضول، إنه بعد وفاة ابنه، مر بأيام عصيبة للغاية وتلقى العلاج في العديد من دور رعاية المسنين، إلى أن استعاد ذاكرته ووجد السكينة في دار قهرمان مرعش.
وتابع: "ها أنا أقف مرة أخرى بالحب والموسيقى. وصلت إلى مرحلة باتت الحياة والموت شيء واحد بالنسبة لي".
وأردف: "كان هناك مدرس موسيقى في ولاية "قوجه ايلي" (غرب)، كنت وقتها طريح الفراش، أخذني في أحد الأيام إلى ستوديو للموسيقى حيث بدأتُ العزف هناك. شعرت وقتها براحة كبيرة وسكينة غمرت جسدي".
وأضاف: "عندما جئت إلى قهرمان مرعش لأول مرة، كنت حبيس كرسي متحرك. لقد اعتنوا بي هنا وطلبوا مني الصمود أمام تحديات الحياة من خلال إقامة بعض الحفلات الموسيقية لأصدقائي من نزلاء دار رعاية المسنين".
وأوضح: "تمكنت هنا من معانقة غيتاري مرة أخرى. بدأت بالعزف لأصدقائي وعلمت بعضهم الغناء. لقد غنيت لهم. لقد شعرنا جميعًا بالسعادة من خلال الغناء والموسيقى. أستطيع القول إني كنت الأسعد بينهم".
وأشار دينجر إلى أنه لطالما رغب بالغناء وقضاء بعض الوقت مع غيتاره، قائلا: "أحب الغناء والعزف. تناهى هذا الأمر لمسامع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي أصدر تعليماته بتوفير جميع المتطلبات لقيامي بذلك. أود أن أشكره من كل قلبي على يد العون التي قدمها".
من جهته، قال موطلو قايا، المدير الإقليمي في وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية، إن دينجر الذي يقيم منذ حوالي 5 سنوات في دار رعاية المسنين بقهرمان مرعش، يضيف لونًا مختلفًا إلى الدار.
وذكر قايا، لوكالة الأناضول، أن دينجر واجه أوقاتًا عصيبة بعد وفاة ابنه، لكنه تمكن من استعادة زمام المبادرة ورباطة الجأش بمرور الوقت، بواسطة الموسيقى والغناء، كما تحول إلى مصدر للطاقة الإيجابية والسعادة لزملائه من نزلاء دار رعاية المسنين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!