أوكان مدرس أوغلو - جريدة صباح
يبدأ المتحدثون باسم حزب الشعب الجمهوري الحديث عن عناوين معينة، ثم ما يلبث الأمر حتى يصل إلى رئيس حزبهم كمال كيليتشدار أوغلو، الذي لا يكتفي بالحديث عن ذلك العنوان فحسب، وإنما يصل الأمر به إلى مناقشة تفاصيل تفاصيله.
مؤخرا سمعنا المتحدثين باسم المعارضة يتناقشون حول جهاز الاستخبارات التركي، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، وإنما وصل حتى تحليل طريقة هيكلة وتشكيل جهاز المخابرات، وكذلك عمل دراسات وتحاليل حول مكوناته، ومهامه.
على سبيل المثال، ذكروا أنّ "جهاز الاستخبارات يتنصت علينا"، وعندما ذُكرت هذه الجملة، انطلقت النقاشات حول الموضوع، وبرزت التساؤلات حول الأدلة الملموسة على ادعائهم هذا، فإذا استطاع حزب الشعب الجمهوري إيجاد "قناة داخل جهاز الاستخبارات"، فهذا يدل على مستوى العلاقة بين الحزب المعارض وجهاز الاستخبارات!
وقد استمعنا مؤخرا إلى أحد مسؤوليهم الذي يدّعي أنّ جهاز الاستخبارات مطلع بصورة دورية على اجتماعات حزبهم الداخلية، فحسب وجهة نظرهم، يوجد 3 تشكيلات داخل جهاز الاستخبارات. أولها، الامتدادات المتوغلة فيه والتابعة للتنظيم الموازي، وهؤلاء ليسوا على علاقة أو اهتمام بحزب الشعب الجمهوري كما يقولون.
ويرون أنّ التشكيل الثاني داخل جهاز الاستخبارات، هو عبارة عن مجموعة العاملين الذين يتبعون للحكومة ويخدمونها. أما التشكيل الثالث، فهو يتكون من الذين "يحبون الوطن" ويتبعون لحزب الشعب الجمهوري، ومهمة الأخير -حسب تحليلاتهم- إيصال كل القرارات والمعلومات الهامة التي تحصل داخل أروقة الدولة إلى حزب الشعب الجمهوري!
كل هذه المعلومات التي ذكرتها، هي ملخص ما كتبه كتّاب حزب الشعب الجمهوري في الصحف خلال الأيام الماضية، والمثير للضحك، أنهم بدؤوا بالقول إنّ جهاز الاستخبارات يتنصت عليهم بناء على معلومات وصلت إليهم من التشكيل الثالث في جهاز الاستخبارات، في الوقت الذي تحدثوا عنه في السابق، مفاجئين الجميع، بأنّ "الجيش التركي سيدخل سوريا خلال يومين"، وما لبثوا بعدها إلا قليلا، حتى بان كذبهم ودجلهم أمام الشعب، وبان ضعفهم وضعف المصادر التي يعتمدون عليها.
تحاول المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، عمل كل شيء ممكن أنْ يتم القيام به من أجل التأثير على آراء الناخبين، سواء أكان ذلك من خلال نشر الأكاذيب، أو نشر الرعب والتخويف، أو من خلال الاتهامات، فهم لا يجدون أي حرج في استخدام أي وسيلة تُتاح لهم مهما كانت، من أجل التأثير على الحزب الحاكم وشعبيته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس