أوكان مدرّس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
أردت أن أُخصّص مقالتي لهذا اليوم عن تقييم السيد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو لمستجدّات الأوضاع على الصّعيدين الإقليمي والعالمي، لا سيما أنّني رافقته خلال زيارته الرّسمية إلى البوسنة قبل فترةٍ قصيرة. البوسنة التي يفوح من شوارعها عبق الأجداد، تحضّر نفسها في هذه الأيام لاستقبال الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينوي زيارة هذه الدّولة في العشرين من الشّهر الجاري.
عندما تمّ تأسيس دولة البوسنة قبل عشرين عام من خلال اتّفاقية "دايتون" كانت هذه الاتفاقية بمثابة فخّ سياسي للشعب البوسني. وإنّني آمل أن تقضي الحكومة الأخيرة التي نجحت في الانتخابات الماضية على الفساد المستشري في هذا البلد وتعمل على القضاء على النسب الضّخمة للبطالة فيها. لكنّ أنماط تقاسم السّلطات المبنية على أساس التّمييز العرقي والطّائفي، لم تأتي بنتائج إيجابية لرفع المستوى المعيشي للشعوب عبر التّاريخ.
وعندما نذكر التمييز العرقي والطّائفي، فإنّه يتبادر إلى أذهاننا وبشكلٍ تلقائي الوضع الرّاهن في كلٍّ من سوريا والعراق.
أودّ أن أنتقل هنا إلى الأسئلة التي طرحتها على السيد جاويش أوغلو وسأكمل لكم مقالتي على شاكلة الأسئلة والأجوبة.
1 – متى ستبدأ عملية تأهيل وتدريب المعارضة السورية المسلّحة التي ستشرف عليها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
العملية ستبدأ في التاسع من الشّهر الجاري. فالإجراءات الروتينية سواء تجهيز المكان الذي ستتم فيه عملية التّأهيل ونقل العناصر الذين سيخضعون للتّدريب، استغرق منّا بعض الوقت. ولا يوجد خلاف سياسي بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشّأن. ففي المرحلة الأولى سيتمّ استقدام ثلاثمئة عنصر ومن ثمّ سيتمّ تدريب ما يقارب ألفي عنصر من المعارضة السورية المعتدلة.
2 – هل سيتمّ إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية؟
يجب إقامة مثل هذه المناطق داخل الأراضي السورية كي لا نخسر العناصر الذين سيتمّ تدريبهم وتجهيزهم بالسلاح والعتاد. علينا دعمهم لوجستيّاً كي يستطيعوا الحفاظ على بقائهم أثناء العمليات العسكرية.
3 – هل سيتمّ الإعلان عن مناطق حظر الطّيران، وهل سيتمّ اتّخاذ إجراءات معينة في حال عدم رفض النّظام السوري مثل هذه الخطوة؟
كي نستطيع الحفاظ على العناصر الذين سيتمّ تدريبهم وتأهيلهم سنقوم بتحذير النّظام السوري حول عدم الاقتراب من بعض الأماكن. وفي حال عدم التزام النّظام بذلك، فإنّنا نفكّر باتخاذ خطوات رّادعة.
4 – تدور في الكواليس إشاعات حول نية الجيش التركي دخول الأراضي السورية مع القوات الأمريكية، هل هذا صحيح؟
أبداً ليس صحيحاً. فلا يوجد أي نية للقوات التركية باقتحام الأراضي السورية بشكل مباشر. لكن يمكننا تقديم الإرشادات العسكرية والخطط اللازمة التي يحتاجها العناصر الذين سيتمّ تدريبهم.
5 – التّحضيرات الأولية حول حملة الموصل المرتقبة ضدّ تنظيم الدّولة (داعش) مستمرة، ما طبيعة المشاركة التركية في هذه الحملة؟
يتمّ في هذه الأثناء تجهيز قوات الحرس الوطني العراقي التي ستقوم باقتحام الموصل. وتركيا تقوم بتدريب وتأهيل هذه القوات على بُعد 25 كيلو متر من حدود الموصل. كما قمنا بإعادة تدريب وتأهيل ما يقارب 1600 عنصر من عناصر البشمركة التابعة لقيادة إقليم شمال العراق.
6 – يُقال أن العلاقات التركية العراقية دخلت مرحلة جديدة؟
نعم لقد قمنا بفتح صفحة جديدة مع العراق. وإنّ علاقاتنا مع القيادة العراقية تتحسّن باستمرار. فعلى سبيل المثال قامت الحكومة العراقية الجديدة بإلغاء حظر دخول المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك إلى العراق. وتعلمون أنّ حكومة المالكي كانت قد اتّخذت هذا القرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس