ترك برس
شهدت الأيام الأخيرة، تصعيداً في تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضد الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن، وذلك قبيل قمة مرتقبة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وفي هذا الإطار، أدلى أردوغان بتصريحات متتالية في مناسبات مختلفة، انتقد فيها سياسات إدارة بايدن حول قضايا عدة.
واعتبرت تصريحات الرئيس التركي، خلال وبعد كلمته داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حملت انتقادات حادة إزاء الولايات المتحدة، مفاجئة، لا سيما وأن العلاقات التركية الأميركية ليست على ما يرام.
وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين العضوين بحلف الناتو العام الماضي، عندما حصلت أنقرة على منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة "إس-400" مما دفع واشنطن لتعليق مشاركة أنقرة في برنامج تصنيع طائراتها "إف-35"، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل ديمير و3 مسؤولين فيها، عقابا لأنقرة على شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية، في خطوة اعتبرت أنقرة أنها ستضر العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى أنها سترد بما يلزم.
وفي السياق، ذكر الباحث التركي بالعلاقات الدولية طه عودة أوغلو، أنه كان هناك تعويل تركي على إجراء لقاء بين أردوغان وبايدن على هامش قمة الأمم المتحدة بعد التنسيق الذي جرى بينهما مؤخرا بالملف الأفغاني، لكن عدم حدوث اللقاء كشف عن حجم الخلافات بين البلدين والتي ظهرت بوضوح من خلال تصريحات أردوغان الأيام الماضية.
ومن جهة أخرى، أكد أستاذ القانون الدولي بجامعة "كوجالي" سمير صالحة أن ردة فعل أردوغان تقول إن ما دفعه للتصعيد على هذا النحو ضد بايدن أبعد وأهم من قضية أزمة الصواريخ الروسية، مرجحا أن يكون السبب عائدا إلى الطرح الأميركي شرق الفرات ودعم ميليشيات "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابية المناهضة لأنقرة هناك.
وعاد الباحث عودة أوغلو ليقول إن العلاقات التركية الأميركية "تعيش حاليا أسوأ حالاتها في الوقت الراهن، وحتى اللحظة يبدو أن المحاولات التركية لطمأنة الجانب الأميركي بخصوص ملف إس-400 والعلاقة مع روسيا لم تنجح".
ويرى أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيدا كبيرا بين الأميركيين والأتراك في ظل تمسك أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة. وأضاف الباحث "وهذا سيضاعف الضغوط الأميركية على أنقرة وخصوصا حكومة أردوغان التي تستعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة".
أما الأكاديمي التركي، فأوضح أن القيادات في أنقرة كانت تتطلع إلى قمة تركية أميركية في نيويورك أو واشنطن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يحدث ذلك، والرد التركي الحقيقي على واشنطن سيأتي خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي سيعقده أردوغان مع بوتين في سوتشي الروسية إذا حصل على ما يريده هناك.
وقال "بوتين سيعرض الكثير من الخطط والاقتراحات على أردوغان، ونتائج المقايضات هي التي ستقلق واشنطن حتما، وما جرى قد يكون تأكد أنقرة من حدوث تفاهمات أميركية روسية حول سوريا ترضي إسرائيل وتتجاهل إيران وتحمي قسد (قوات سوريا الديمقراطية) عبر إبقاء النظام السوري في العناية الفائقة بانتظار المرحلة الانتقالية، وتكون على حساب تركيا شمالي سوريا وأن عليها قلب الطاولة قبل أن تعلن ساعة الصفر".
ولفت الى أن تطورات الأحداث بأفغانستان وطريقة تعامل إدارة بايدن مع الملف، إلى جانب دروس تحالف "أوكوس" العسكري الأخير بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، والذي أطاح بفرنسا في لعبة التوازنات الدولية الجديدة، تعني تركيا قبل غيرها من العواصم أيضا، فالواضح تماما أن الخلافات التركية الأميركية حول العديد من الملفات الثنائية والإقليمية ما زالت قائمة، وأن لقاء أردوغان بايدن في يونيو/حزيران المنصرم لم يعالجها وأن فرص الأزمة الأفغانية لم تقرب المواقف بما فيه الكفاية.
والخميس الماضي، أشار أردوغان في تصريحات صحفية إلى أهمية قمته مع بوتين المزمع عقدها في مدينة سوتشي الروسية في الـ29 من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وقال الرئيس التركي إن أجندة اللقاء ستشمل مستجدات الوضع في منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية وواقع العلاقات الثنائية.
ولفت أردوغان إلى أهمية الدور الذي تلعبه تركيا وروسيا في المنطقة، مشيرا إلى أن أنقرة "لم تلمس أي خلافات تشوب العلاقات مع موسكو".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!