ترك برس
ضمن مساعيهم لتعزيز تبني أنظمة الطاقة الخضراء، يرى خبراء أتراك أن أنظمة الأبنية صفرية الطاقة، التي تكتسب أهمية عالمية، ستلعب دورا رئيسا في التحول الأخضر لبلادهم.
هذا النوع من المباني التي تتطلب كمية قليلة من الطاقة للتدفئة والتبريد والإضاءة والاستهلاكات الأخرى، يلبي للسكان جميع متطلباتهم من خلال مصادر الطاقة المتجددة. وفق تقرير لوكالة الأناضول.
تتطلب هذه المباني، وجود أنظمة لتوليد الطاقة الشمسية على أسطحها، تكون قادرة على تلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية في معظم فصول السنة، وتحويل الفائض منه في شهور الذروة إلى شركات الكهرباء.
يشير خبراء تحدثوا للأناضول، أن المباني صفرية الطاقة، ستضطلع بدور مهم في تركيا للوصول إلى هدف أنقرة المتمثل بصافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2053، بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ.
وقالت ياسمين سومونجي، الأمين العام لشركة (ZeroBuild Turkey'21) التركية لإنتاج الأنظمة صفرية الطاقة، إن هذه الأنظمة تكتسب زخما في جميع أنحاء العالم وتتميز بتكلفتها التنافسية.
وأضافت سومونجي في حديث لوكالة الأناضول، أن تركيا تستورد ما قيمته حوالي 15 مليار دولار من الطاقة كل عام لاستخدامها في توفير احتياجات الطاقة للمباني السكنية.
وأردفت أنه "اعتبارا من يناير (كانون الثاني) 2021، أصبح التحول إلى أنظمة الأبنية صفرية الطاقة إلزاميا في الاتحاد الأوروبي، وأن تركيا تعمل بدورها على السير نحو هذا الهدف".
وأوضحت أن العالم يتجه نحو تشييد المباني ذات الأنظمة صفرية الطاقة، والتي لا تتسبب بإنتاج المزيد من الكربون، وتطوير هذه المباني تحول إلى هدف تسعى جميع الدول لتحقيقه.
وتعمل الدول والمنظمات على وضع خطط سريعة للسير في اتجاه الطاقة النظيفة، وسط ظهور مؤشرات على تطرف المناخ الناجم عن ارتفاع حدة الانبعاثات الكربونية حول العالم.
وتابعت سومونجي: "أظهرت حرائق الغابات الهائلة الناجمة عن تغير المناخ، والفيضانات التي أدت إلى أعداد كبيرة من الوفيات، والجفاف الذي ضرب مناطق مختلفة من العالم، أننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر وعياً من أجل زيادة عدد المباني والأحياء والمدن صفرية الطاقة".
من جهتها، قالت سدا مفتي أوغلو كولج، رئيسة جمعية المباني صفرية الطاقة في تركيا، إن أسهل طريقة للوصول إلى تلك المباني هي بناء "منازل سلبية"، والتي تتميز بالاستهلاك المنخفض للطاقة.
ولفتت كولج الانتباه إلى أن 40 بالمئة من الطاقة في العالم و35 بالمئة في تركيا، يتم استهلاكها من المباني السكنية، وأن توفير الطاقة المستخدمة من قبل المباني السكنية يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني والبيئة.
وأوضحت أن "المنازل السلبية" (غير المعتمدة على الطاقة الكهربائية المولدة من النفط أو الغاز أو الفحم)، تساهم في ضمان كفاءة الطاقة وفي اقتصاد البلاد، وأن معيار المنزل السلبي يمكن تطبيقه لتحسين المباني القائمة وكذلك المشاريع الجديدة.
وشددت كولج على أن "المنازل السلبية" هي استثمار في المستقبل فضلًا عن كونها تساهم بشكل فعال في مكافحة تغير المناخ.
وأضافت أن "المنازل السلبية"، التي تشمل أنظمة العزل الخارجي والتهوية الميكانيكية، تسترد رأس المال الموظف في 5 سنوات، وذلك بفضل توفير الطاقة.
ولفتت إلى أن "السوق التركية تتوفر على المنتجات المستخدمة في بناء أنظمة المنازل السلبية، كما تمتلك أيضا أنظمة محلية معتمدة لنوافذ المنازل".
وأشارت إلى أن أنظمة النوافذ المستخدمة في بناء المنازل السلبية تساهم في تقليل انبعاثات الكربون وتوفير الطاقة.
** جهود حكومية
والأسبوع الجاري، قال وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد قوروم، إن بلاده عاقدة العزم على تحقيق التحول الأخضر، الذي يساهم بشكل فعال في بناء اقتصاد مستدام وتنمية خضراء.
جاء ذلك في حديث أدلى به قوروم لمراسل الأناضول، على هامش افتتاح الوزير لجناح تركيا في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، في إطار أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ "COP26".
وأضاف أن تركيا حصلت على 3 مليارات و157 مليون دولار لدعم أنشطة التحول الأخضر في إطار مشاركتها في اتفاق باريس للمناخ، مشيرا أن الحكومة ستوظف المبلغ لخلق اقتصاد مستدام.
والأحد الماضي، انطلقت في مدينة غلاسكو، أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، بين الأطراف (دول، منظمات أممية، مؤسسات تعنى بالمناخ) لتسريع العمل نحو أهداف اتفاق باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وضمن أهداف المؤتمر تأمين صافي الصفر العالمي للانبعاثات بحلول منتصف القرن، والحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض بحد أقصى 1.5 درجة، مقارنة بـ3.5 درجات متوقعة في ظل الانبعاثات الحالية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!