ترك برس
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن طائرات "بيرقدار" المسيرة تركية الصنع، باتت إحدى أيقونات الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك بعد أن أثبتت جدارتها بوصفها أدوات أساسية للجانبين الروسي والأوكراني.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها أن صور العربات المتفحمة على الجانبين والمروحيات المدمرة بصواريخ مباشرة والسجناء المرتبكين على جانبي الجبهة، وتدمير المعدات العسكرية عموما، تظهر -في سياق حرب الصور المحتدمة- عنف القتال.
ومن أجل فهم الاستخدام التكتيكي من قبل كل جانب بشكل أفضل، حددت الصحيفة الفرنسية 9 أسلحة واستعرضت كلا منها على حدة، ومن بينها مسيّرات "بيرقدار" التركية.
وتم استخدام المسيرة التركية "بيرقدار" مؤخرا في معارك "قره باغ" من قبل القوات الأذربيجانية، وهي تكلف حوالي 5 ملايين دولار، ويمكن أن تطير لمدة 27 ساعة بسرعة حوالي 222 كيلومترا في الساعة، وقد دمرت هذه المسيّرة التي يستخدمها الأوكرانيون العديد من المركبات الروسية، وساهمت بشكل كبير في إبطاء تقدم الجيش الروسي.
ويقول الباحث التركي عمر كرسات كايا "لولا الطائرات المسيرة بيرقدار تي بي-2، لتقدم الجيش الروسي بشكل أسرع، إذ يستخدمها الأوكرانيون بطريقتين، دفاعيا لاستهداف الأسلحة اللوجستية وسلاسل التوريد الروسية، بما في ذلك القطارات التي تحمل الوقود، ومهاجمة أنظمة الأرض جو. وقد تم تدمير حوالي 30% من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المستهدفة أو المهجورة بواسطة الطائرات المسيرة التركية، وفقا للأرقام المفتوحة المصدر المتاحة لنا".
ورغم أن الروس قللوا من أهمية الأضرار التي تلحقها هذه الطائرات بهم، فقد انتقدوا بشدة تركيا لتوقيعها عقودًا لبيع حوالي 20 طائرة من دون طيار من طراز "بيرقدار تي بي2" لأوكرانيا، وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021، اتهم هذا الأخير نظيره التركي بالانخراط في عمل "استفزازي" و"هدام".
لكن أوكرانيا وتركيا تتعاونان بشكل وثيق في الصناعات الدفاعية، حسب تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، وهي علاقة ازدهرت في السنوات الأخيرة، وكانت الشركة المصنعة لبيرقدار تبني مصنعًا في أوكرانيا قبل نشوب الحرب، كما أن الشركات الأوكرانية أيضًا هي المنتجة لمحركات "بيرقدار تي بي2″، وقد باعت تركيا أكثر من هذه المسيرات إلى كييف على مدار عامين، ويعتقد بعض الخبراء أن عدد الترسانة الأوكرانية من هذه المسيرات قد يكون أعلى من ذلك.
ويعتقد العديد من المراقبين، وفقا للموقع، أن الهجوم الروسي لا يسير كما هو مخطط له، ويبررون ذلك بقولهم إنه كان من الحماقة أن ترسل موسكو قواتها إلى أوكرانيا دون القضاء أولاً على القوات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك طائراتها من دون طيار.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، وقّع وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران والرئيس التنفيذي لشركة "بايكار" التركية للدفاع والطيران خلوق بيرقدار مذكرة تفاهم لإنشاء مركز للصيانة والتدريب على الطائرات المسيرة في أوكرانيا، وذلك بعد صفقة أبرمتها كييف مع أنقرة لشراء مسيرات "بيرقدار تي بي 2" المسيرة المسلحة.
وتستخدم المسيرات التركية في طلعات استكشافية على طول خط المواجهة في إقليم دونباس، الذي يشهد منذ عام 2014 نزاعا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.
وكانت موسكو قالت سابقا إن استخدام القوات الأوكرانية الطائرة المسيرة التركية في العمليات القتالية بإقليم دونباس سيؤثر سلبا على الوضع في الإقليم.
ومنذ إدخال الطائرات التركية المسيرة في خدمة القوات المسلحة الأوكرانية فقد تم افتتاح فرع لإنتاج محركها في أوكرانيا.
وما إن أعلنت أوكرانيا استخدام طائرة "بيرقدار" المسيرة التركية أول مرة في الميدان، قبل أشهر، لضرب أهداف في إقليم دونباس الانفصالي شرقي البلاد، حتى ضجت وسائل الإعلام وأروقة السياسة الروسية والعالمية بالحديث عن هذا المنعطف في أزمة مستمرة منذ عام 2014.
فالرئاسة الروسية، التي دعت تركيا سابقا إلى عدم تصدير طائرات مسيرة إلى أوكرانيا، رأت أن "المخاوف تحققت"، وأن استخدام الطائرة المسيرة بيرقدار سيؤثر سلبا على الوضع في الإقليم، الذي يسيطر عليه الموالون لها.
يُذكر أنه وفق مصادر إعلامية تركية، تتصدر أذربيجان وقطر والإمارات وأوكرانيا قائمة الدول الأكثر إقبالا على شراء المسيرات التركية. وسجلت أوكرانيا مؤخراً طفرة كبرى في استيراد المُسيّرات التركية، وقفز إجمالي تلك الواردات من 17 مليونا و589 ألف دولار في عام 2020، إلى 123 مليونا و193 ألف دولار خلال 2021.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!