ترك برس-الأناضول
تأمل عائلة الطفلة الفلسطينية الجريحة "رهف سلمان" (11 عاما) أن يساعدها العلاج الذي ستتلقاه في تركيا، في الاعتماد على نفسها.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت الثلاثاء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وافق على استقبال الطفلة الفلسطينية الجريحة رهف سلمان، للعلاج في تركيا.
وقالت الحركة: "وافق الرئيس التركي مشكوراَ على استقبال الطفلة الجريحة رهف سلمان وأسرتها للعلاج في تركيا".
وأضافت "حماس": "كانت الطفلة سلمان قد طالبت (الإثنين) بالعمل على تحويلها للعلاج في تركيا".
وعلى مدى ثلاثة أيام (منذ الجمعة وحتى الأحد) اندلعت مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، انتهت بالتوصل إلى وقف إطلاق نار، بوساطة مصرية.
وأسفرت هذه المواجهة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن "استشهاد" 44 فلسطينيا بينهم 15 طفلا، وإصابة 360 آخرين بجراح مختلفة.
وتقول "منال سلمان"، والدة الطفلة، لوكالة الأناضول، إن "رهف" وشقيقها "محمد" (13 عاما)، "أُصيبا السبت الماضي، بصاروخ إسرائيلي، سقط في (بلدة) جباليا"، شمالي قطاع غزة.
وتضيف إن رهف تعرّضت لبتر في ثلاثة من أطرافها، وهي قدميها الاثنتين، ويدها اليُمنى.
كما أُصيبت بجرح في البطن، وكسر في عظمة الترقوة، وخلع في الكتف، كما تشكو من مشاكل في عينيها.
فيما أُصيب شقيقها "محمد"، بشظية في الحوض والصدر، وكسر في الركبة والمفصل، وإصابة في اليد أيضا، بحسب الوالدة.
وتقول والدة رهف، إن أكثر من تتمناه اليوم، هو أن يساعدها العلاج في تركيا في الاعتماد على نفسها، عبر تركيب أطراف صناعية.
وتقدمت سلمان، بالشكر لتركيا على جهودها في دعم الشعب الفلسطيني.
**لحظة القصف
وتقول والدتها حول ظروف إصابتها، إنها خرجت مُتلهفة، من منزلها مساء يوم السبت الماضي، كي تبحث عن شقيقها "محمد"، لتخبره أن أفراد عائلتها سيجتمعون في هذ الوقت، لتناول وجبة العشاء.
هذه الجَمعة العائلية، كان من المُمكن أن تُشتت مشاعر القلق التي سيطرت عليها جرّاء التصعيد الإسرائيلي الذي كان مستمرا في ذلك الوقت.
لحظات حتّى انقلب المشهد رأسا على عقب، كما تقول والدتها، مضيفة: "سمعنا صوت انفجار قريب جدا في المكان".
خرجت الوالدة "منال" من المنزل ولسانها يناجي الله بألا يكون أبنائها ضحايا لهذا العدوان الجديدة.
وأضافت أنها رأت ابنها محمد ينزف دما، بينما افتقدت آثار ابنتها رهف ولم تدرِ أين هي.
وعلى مدار ساعتين، بحث أفراد العائلة عن "رهف" المفقودة، إلا أن المحاولات لم تنجح، إلا في وقت متأخر.
فلم يكن والداها يعلمان أن "رهف" كانت من ضمن المصابين، حيث نُقلت إلى المستشفى، وبقيت هناك أكثر من ساعتين وحيدة في غرف المستشفى، بحالة صحية صعبة.
وتستكمل الوالدة قائلة: "والدها بحث عنها في المستشفى ولم يستطع أن يتعرف عليها لهول الإصابة التي تعرّضت لها، لم يكن يتخيّل أن كل هذا الألم من الممكن أن يُصيب ابنته يوما".
كان وجه "رهف"، فور وصولها المستشفى، مُغطى بالدماء لإصابته بشظايا الصاروخ بينما باقي جسدها "كان عبارة عن أشلاء"، على حدّ وصف والدتها.
ورغم آلامها الكبيرة، تحاول الطفلة الصغيرة "جبر خاطر كل من يزورها داخل المستشفى ويسأل عنها، وتقابلهم بابتسامة وشكر".
وتقول والدتها: "إن رهف كانت ملتزمة بالصلاة، وتذهب إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم"، مضيفة: "هذا يمدّها بالقوة الآن".
وذكرت أن رهف كانت تتمنى أن تدرس "الطب"، حينما تكبر.
لكن والدتها تتساءل اليوم بصوت خافت: "كيف لها أن تدرس وتكتب وهي بهذه الحالة؟".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!