إنجن أردش - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
لقد استطاع الأكراد وعن طريق حزب الشعوب الديمقراطية احراز 80 مقعدا نيابيا لكن وعلى ما يبدوا فإنه سيرمون بالفرصة المواتية لهم الى القمامة ويجعلوها هباءً منثورا، ألا يقدّرون الموقف؟ ألا يتعقّلون؟ لماذا يتصرفون بهذه الطريقة الهوجاء؟ انهم حتما لا يريدون استغلال الأمور لصالحهم.
يقول سيلوجان" نحن جاهزون لنتحرك كمعارضة" ما هذا الذي يتكلم به؟؟ يعتقد هو ومن معه من ممثلي حزب الشعوب الديمقراطية انهم ب80 برلمانيا سيقودون الحكومة؟ ام انهم يعتقد ان بال80 مقعدا برلمانيا سيغيرون السياسية الداخلية والخارجية للجمهورية التركية لتخدم اجنداتهم وهم وحدهم في الميدان؟ الذي يحدث حقيقة هو انهم يُظهروا للشعب التركي ولحزب العدالة والتنمية وجههم الحقيقي في انهم لا يريدون مصلحة حقيقية للأكراد وانما يريدون ان يتخلوا عن مستحقاتهم وانجازهم ببعض الغباء السياسي.
الرأسمالية في اسطنبول تريد تحالف قوي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، لكن في الحقيقة هو تحالف ضعيف، فكما رأينا في السابق ومن دروس التاريخ في التسعينات وبالذات 1991 عندما حصل تحالف مشابه ومنيت الجهود بالفشل عندما صفق كل حزب لنفسه وبالذات جماعة وحاشية حزب الشعب الجمهوري لتعود الأمور الى ما كانت عليه او حتى الى ما هو اسوء. اما في طرف اخر من الحكاية نرى دعوات وجهود لإتلاف بين حزب العدالة والتنمية مع الحزب القومي الجمهوري، وهو ما يعني القضاء على أحلام مشروع الحل المتمثل بتغييرات برلمانية تُفضي بتحقيق تواجد أحزاب واقليات حزبية أخرى في البرلمان غير الأربعة الكبار. وفي حال لم يتحقق ذلك فالأمور ستتجه الى إعادة الانتخابات والتي قد تفرز فوز لحزب العدالة والتنمية بنسبة 45% وبالتالي يُشكل الحكومة لوحده.
نعم هذه خيارات وإرادة وغيرها الكثير التي لن تصب في مصلحة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي كان من المفترض ان يقتنص الفرصة ويُزاحم على الواجهة من اجل تحالف واتلاف مع الحزب المنصر بنسبة 41%، فحزب الشعوب الديمقراطية لن يُحقق أي مكاسب حقيقية ان لم يتحالف مع حزب العدالة والتنمية، فهو بوابته الحقيقية نحو النجاح السياسي. اما ان استمر على ما هو عليه من غباء سياسي وتغافل عن الفرص التي تلوح له بالأفق فأنه سيكون أكثر النادمين؛ لأن كل السيناريوهات الأخرى لن تكون سوى مأساة على الحزب الكردي، فمفتاح الحل السياسي والنجاح السياسي الكردي بيد الأكراد باسم حزب الشعوب الديمقراطية لكن وكما يبدوا فهم يُفضلون رمي المفتاح على محاولة فتح الباب!!! ثم بعدها تراهم يبكون وينوحون بأن الأتراك تركوهم وتخلّوا عنهم، ولا تجدهم يلوموا أنفسهم على اخطائهم!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس