عبد الله مراد أوغلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
قامت السلطات الألمانية يوم السبت الماضي باعتقال "أحمد منصور" أحد أقدم مقدمي البرامج في قناة الجزيرة العربية، وذلك أثناء تواجده في أحد المطارات الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية عن سبب الاعتقال وقالت إنّ منصور محكوم من قِبل السلطات المصرية بالسجن لمدّة خمسة عشر عام.
والواضح أنّ السلطات الألمانية باتت تعترف وبشكل علني بشرعية محاكم الانقلاب في مصر، حتّى تجرّأت وأقدمت على اعتقال واحد من أعرق الصحفيين في العالم العربي. وإنّ استقبال السلطات الألمانية لقائد الانقلاب في مصر (عبد الفتاح السيسي) بالسجاد الأحمر وقيامها باعتقال أحد الصحفيين المتضررين من الانقلاب، له معانٍ ومدلولات كثيرة.
وعلى الرغم من إخلاء سبيل الصحفي أحمد منصور يوم أمس، إلّا أنّ هذه الحادثة سُجّلت كنقطة سوداء على صفحات الدّولة الألمانية.
الانقلابي عبد الفتاح السيسي تعمّد تأخير النطق بحكم الإعدام بحق الرئيس المصري الشرعي "محمد مرسي" إلى ما بعد الانتهاء من الزيارة التي قام بها إلى ألمانيا، كي لا يكون في موضع حرج أمام الإعلام العالمي. أنهى الانقلابي السيسي زيارته إلى ألمانيا وقد نال ما أراد من المسؤولين الالمان، حيث كانت علامات الرضا والامتنان واضحة على وجهه. وعقب عودته من ألمانيا، صدر الحكم بحق الرئيس مرسي.
وهنا لا بد لنا أن نتسائل عن سبب صمت العالم الغربي على قرارات الإعدام التي تصدر بين الفترة والأخرى من محاكم السيسي، والمعروف أنّ الغرب كانوا طيلة عقود ينتقدون العالم الشرقي وبالأخص الإسلامي على وجود قرار الإعدام في بلدانهم. فما الذي تغيّر حتّى بدا العالم الغربي صامتاً حيال الإعدامات في مصر؟. هل من الممكن أن يكون سبب هذا الصّمت تلك المناقصات التي منحها السيسي للشركات الغربية؟. فلم يبقَ للغرب غير أن يمنحوا السيسي جائزة "نوبل" للسلام.
الانحطاط الخلقي لدى العالم الغربي وصل إلى حد التغاضي عن الجرائم التي ارتكبها السيسي، عن إطلاق حكم الإعدام بحق الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب المصري وبنسبة 52 بالمئة، الانحطاط الخلقي وصل لدى الغرب إلى درجة أنهم نسوا بل تناسوا آلاف الأشخاص الذين زجّ بهم السيسي في السجون فقط لمجرد أنهم رفضوا الانقلاب وحاولوا التمسك بالشرعية.
يتسم العالم الغربي بازدواجية المعايير. فهم كالعملة الواحدة ذات الوجهين. يتغنون بالديمقراطية وأسس العيش المشترك وينادون بالعدل والعدالة والإنصاف، غير أنّ أفعالهم على الأرض مناقضة تماماً لكل تصريحاتهم وشعاراتهم الرنانة التي يطلقونها. وللحقيقة أن ازدواجية المعايير لدى العالم الغربي ليست بالأمر الجديد. ففي الماضي أيضا كانوا هكذا وهناك العديد من الأدلة والوقائع التي تثبت صحة هذا الكلام منذ العهد العثماني وحتى يومنا هذا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس