محمود سمير الرنتيسي - سيتا
من المتوقع أن يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان نهاية هذا الشهر بجولة خليجية تشمل قطر والإمارات والسعودية، ويتوقع أن يصطحب أردوغان معه وفدا وزاريا مهما في جولته المرتقبة بين 17 و18 و19 من شهر يوليو/ تموز الحالي. وذلك بعد جملة من الزيارات التحضيرية التي قام بها عدد من المسؤولين الأتراك لعدة دول خليجية، وكان آخرها لقاء نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك السبت مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيعقدان سلسلة لقاءات على مستوى الوفود بهدف تعزيز العلاقات التركية القطرية وتقييم فرص التعاون الاقتصادي.
ويعتقد أن أجندة الجولة الخليجية ستعطي أولوية لعدة مجالات أهمها الاقتصاد والاستثمارات في عدة قطاعات منها الدفاع والطاقة والزراعة والصناعة والخدمات اللوجيستية. ويرى محللون أتراك أن تركيا يمكن أن تستفيد من اهتمام دول الخليج بالاستثمارات طويلة الأجل في تركيا. ويدور الحديث حاليا في الصحافة التركية عن إمكانية خصخصة أحد الموانئ في مدينة إزمير التركية وبيع حصص منه لدول خليجية مهتمة.
وتعطي تركيا أهمية كبيرة للملف الاقتصادي في الوقت الحالي في ظل تفويض أردوغان لفريق جديد لإدارة الملف الاقتصادي في البلاد حيث تعول الحكومة على قدرة وزير المالية محمد شمشك في تحقيق انفراجة في الاقتصاد وخاصة تقليل أرقام التضخم العالية في تركيا. حيث لا زالت الاجراءات التي يحاول شمشك عملها في مراحلها الأولى ولم تثمر بعد عن تغييرات إيجابية ملموسة على التضخم وقوة الليرة التركية وقد أوضح شمشك أن التحسن يحتاج لمزيد من الصبر ومزيد من الوقت.
ومع ذلك لا يريد أردوغان أن ترتفع نسبة البطالة في ظل الاجراءات الجديدة حيث عمل في السنوات الماضية على زيادة التوظيف أو ما يسمى في تركيا بالاستخدام والذي هدف لتقليل نسبة البطالة ولهذا فإن الاستثمارات القادمة من الخليج يمكن أن تخدم هدف أردوغان في تقليل العجز وخلق فرص عمل في تركيا.
على المستوى السياسي تستفيد تركيا من أجواء المصالحات التي حصلت في المنطقة وفي منطقة الخليج، وتأتي جولة أردوغان بعد عودة السفراء بين قطر والإمارات وعملية أخرى جارية بين قطر والبحرين، وقد لاحظ المتابعون خلال الأشهر الأخيرة اتفاق تركيا والإمارات على استثمارات إماراتية طويلة الأجل تتراوح بين 30 و40 مليار في مراحلها الأولى. ولهذا يرى الأتراك أن هناك فرص مهمة أيضا مع كل من السعودية وقطر.
ومن المعروف أن تركيا وقطر تمتعتا بعلاقة وصفت بأنها شراكة استراتيجية في أوقات الشدة التي مرت بها المنطقة في العقد الأخير وعليه فإن العلاقة مرت باختبار حقيقي والآن يتوقع الجميع أن يستفيد الطرفان من مرحلة الانفتاح سواء في العلاقة الثنائية بينهما أو في العلاقات مع الأطراف الإقليمية الأخرى استفادة من بعضهم البعض.
وفي هذا السياق يمكن أن تساهم تركيا في المزيد من التسهيلات أمام دول الخليج الثلاث وحتى بقية دول الخليج الراغبة في تمتين علاقاتها مع دول آسيا الوسطى التي تعرف بأنها جمهوريات تركيا مثل أوزبكستان وكازخستان وأيضا أذربيجان وبالفعل رأينا في الفترة الأخيرة زيارات عالية المستوى واستثمارات متتابعة قادمة من الخليج إلى هذه الجمهوريات. ومن المعلوم أن تركيا تسعى من خلال منظمة الدول التركية إلى تنظيم جهد جماعي بقيادتها على المستويات السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص لتحقيق مزيد من القوة والمكانة على المستوى الدولي.
وفي سياق آخر ستكون هذه الجولة هي الأولى لهاكان فيدان كوزير خارجية لتركيا إلى الخليج ويعتقد أن الرجل يعرف الخليج جيدا ولديه اطلاع واسع ومعرفة كبيرة بالخليج ودوله من خلال عمله السابق وعليه يتوقع منه أن يستفيد هذه المراكمة في تطوير العلاقات وتحسينها وتحقيق أكبر قدر من التطور فيها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس