ترك برس
لم يستبعد خبراء ومحللون احتمال أن تواجه تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان صعوبات في إطار مساعيها لإحياء اتفاق تصدير الحبوب، في ظل إصرار روسيا على تحقيق شروطها، وتمسك الدول الغربية بموقفها الذي يرفض تلبية هذه الشروط.
في يوليو/تموز 2022، وقّعت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة مبادرة البحر الأسود المعروفة "باتفاقية الحبوب"، التي تقضي بإخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما فيها ميناء أوديسا.
وكانت موسكو أعلنت انسحابها من اتفاق الحبوب، وبررت قرارها بعدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاق. وتطالب روسيا بأن يسمح لها بتصدير منتجاتها الزراعية التي تخضع لعقوبات غربية فُرضت عليها منذ بدء حربها على أوكرانيا.
وتتواصل المساعي التركية مع كل الأطراف المعنية لإحياء اتفاق تصدير الحبوب، وسط أنباء عن لقاء مرتقب نهاية الشهر الجاري بين الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدكتور محيي الدين أتامان إلى أن القيادة الروسية عازمة هذه المرة على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال إن الأمور تزداد سوءا، وإن أنقرة تدرك أن الأمور ستكون صعبة، لكنها ستواصل جهودها والدفع باتجاه اتفاقية مستدامة تؤدي إلى حل أزمة الحبوب، مؤكدا أن الأنظار تتجه للقاء مرتقب بين أردوغان وبوتين نهاية أغسطس/آب الجاري، ولو أن الجانب الروسي لم يؤكد رسميا أن بوتين سيزور تركيا في هذا الموعد.
وشدد أتامان في حديثه لبرنامج " سيناريوهات" بقناة الجزيرة القطرية على أن تركيا لا تريد التصعيد في منطقة البحر الأسود، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد للمحافظة على تصدير الحبوب للأسواق العالمية هو طريق البحر الأسود عبر تركيا.
محادثات مكثفة
وكثفت تركيا محادثاتها مع أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الحبوب استعدادا للاجتماع المحتمل بين الرئيسين، وقال أردوغان -في اتصال هاتفي سابق مع نظيره الروسي- إنه يمكن التوصل إلى حل، مؤكدا أن الحل يبقى رهن الدول الغربية التي عليها الوفاء بوعودها.
من جهته، أكد الباحث والمحلل السياسي الروسي رولاند بيجاموف أن موسكو اتخذت قرارا حازما بانسحابها من اتفاق الحبوب في 17 يوليو/تموز الماضي، وهي تصر على تلبية مطالبها التي رفض الغرب الاستجابة لها.
واستبعد المتحدث نفسه إمكانية إنعاش اتفاق الحبوب قريبا، وقال إن روسيا تدرك أن الرئيس التركي لا يملك القوة الكافية للضغط على الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقلل الضيف الروسي من أهمية الحبوب الأوكرانية، وقال إن الدول الأفريقية -مثلا- لم تحصل سوى على 4 ملايين طن من مجموع 33 مليونا من الصادرات الأوكرانية العام الماضي.
مكاسب اقتصادية وسياسية
أما الدكتور فاضل الزعبي، خبير الأمن الغذائي بمركز جنيف للدراسات والممثل السابق لمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأوسط؛ فتوقع أن يعود اتفاق الحبوب بشكل آخر، إذ إن روسيا تعطي إنذارا للجهة الأخرى، مؤكدا أن الكل يبحث عن الاستفادة وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.
وقال إن الأمن الغذائي بات يستخدم سلاحا وورقة سياسية للضغط، مبينا أن عدم تجديد هذا الاتفاق سيؤثر على الأمن الغذائي، خاصة في بعض الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات القمح، ومنها الصومال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!