ترك برس
كشفت اعترافات مواطن تركي قبض عليه في وقت سابق بتهمة العمالة لمصلحة "الموساد" الإسرائيلي، كيفية تجنيده والمهام التي كلف بها.
وبحسب الصحيفة، فإن العميل سلجوق كوجوك كايا المعتقل منذ أيار/مايو الماضي، ترأس فريقا مكونا من قرابة 15 شخصا لمراقبة وجمع معلومات عن شركات وشخصيات عربية وإيرانية، بتعليمات مباشرة من "الموساد"، والتقى قادته 11 مرة في مدن أوروبية مختلفة.
ويستعد القضاء التركي لبدء محاكمة 17 شخصا 6 منهم معتقلون حاليا، من بينهم العميل كوجوك كايا، بتهم "التجسس السياسي والعسكري"، فيما طلب القضاء سجنه 15 عاما، بعد الكشف عن الخلية في مايو/ أيار الماضي عقب متابعة استمرت شهرين، وفقاً لما نقلته "العربي الجديد".
بداية القصة
وفي التفاصيل، أوضح كوجوك كايا في اعترافاته التي نشرتها "صباح"، أنه عمل مقابل المال، وأنه تم التواصل معه عن طريق شخص يدعى سيركان أوزدمير، وهو أحد عناصر الجيش السابقين والمطلوب في تركيا بتهمة عضويته بجماعة الخدمة المحظورة، وهو فار إلى خارج البلاد، بحسب الصحيفة.
وسرد كوجوك كايا حكاية تجنيده، قائلا: "تواصل معي عبر أحد منتديات الإنترنت في أغسطس/آب عام 2018، شخص عرّف عن نفسه باسم سيركان، وقال إنه يعمل كمحقق خاص لدى شركة تأمين تعمل خارج تركيا.
وبحسب قوله، فإنه تواصل مع أوزدمير من خمس إلى ست مرات عبر الهاتف، قبل أن ينتقل للتواصل عبر "سكايب" مع شخص يدعى جورجي الذي أبلغه أنهما سيعملان معاً، وأنه سيتم تكليفه بعمل أولي بهدف "التجريب". وتابع: "فُتح لي بريد إلكتروني خاص لي باسم Turkey77 وتواصلنا من خلاله".
وأكمل ساردا: "أرسل لي أسماء 3 مطاعم طالبا اختيار واحد منها والبحث عن نشاطاته التجارية مع صور داخلية وخارجية للمطعم، على أن تتم مقارنتها بالمعلومات التي يمتلكونها.. بعدها أرسلت لهم تقريري وطلبت مبلغ ألف يورو.. أعجبوا بالتقرير وطلبوا مني اللقاء وجها لوجه".
لقاءات في أوروبا
ويقول العميل التركي إن لقاءه مع جورجي بدأ في أوروبا، حيث عرّفه على شخص يدعى ألفونسو وأخبره بأنه مديره، قبل إعطائه مهمة ثانية.
عقب ذلك، أسس كوجوك كايا شبكة لمتابعة معلومات عن إيرانيين ولبنانيين وعرب، قبل أن يلتقي مرة أخرى جورجي في روما في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018.
وطلب جورجي منه في اللقاء جمع معلومات عن شركة كهربائية، وفقًا لاعترافاته، مشيرًا إلى أن كل الأعمال التي كُلف بها كانت تستهدف الأجانب وشركات أجنبية. ويضيف: "في حال كانت شركة تركية كان يطلب مني البحث عن ارتباطاتها الخارجية، وما هي الجهات التي يتعاملون معها تجاريا، والبحث والاستقصاء عن أصحاب هذه الشركات".
وبعد نحو شهر من اللقاء الأخير، التقى العميل التركي بجورجي في كوبنهاغن بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، وأعطاه 4 آلاف يورو أجرة عمله، حيث أكد كوجوك كايا أن كل المدفوعات كانت تتم باليد (نقدًا).
وبحسب قوله، فإنه جرى خلال اللقاء إحضار جهاز يشبه الحاسوب (اللابتوب)، وتم وصله بالأسلاك في جسده مع طرح عدة أسئلة حول عمله واسمه وإن كان على ارتباط بالدولة التركية أم لا، قبل استكمال اللقاء دون تعليق أو تقييم.
وبعد نحو شهرين، جرى لقاء جمع العميل التركي مع ألفونسو في بلجيكا بتاريخ 6 يناير/كانون الثاني 2019، وكان الهدف هو تدريب العميل على فك شيفرات برامج تم نصبها على جهاز الكومبيوتر الخاص وفك شيفرات الإيميلات المرسلة، ويشير العميل في هذا السياق إلى أن المهمة الأساسية كانت إجراء أبحاث عن شركة صرافة في إسطنبول.
وواصل كوجوك كايا حديثه شارحا: "في المرحلة التالية تم تكليفي بمتابعة وملاحقة مدير تسويق إحدى الشركات في تركيا، والأشخاص الذين يتواصل معهم، وحصلت على 6-7 آلاف يورو مقابل ذلك".
ويضيف: "في الفترة 2018- 2022 التقيت قيادات الموساد 11 مرة في 10 مدن مختلفة، مثل كوبنهاغن وزيورخ وباريس وروما".
مراسلات مع "الموساد"
تسريبات الصحيفة كشفت جزءاً من المراسلات بين كوجوك كايا وقيادات "الموساد" التي قدمها خلال التحقيقات معه، منها تعليمات وصلت إليه في الفترة 20-22 يوليو/تموز من العام 2020 لمتابعة شخصية فلسطينية تدعى (م. المحمود).
وجاء في رسالة التعليمات: "التفاصيل المتعلقة بالهدف موجودة أدناه، كما تحدثنا، من المخطط أن يصل من بيروت إلى إسطنبول في 23 تموز/يوليو عبر رحلة الساعة 8.50 صباحا، يرجى إعداد فريقك لملاقاته بالمطار، ونرجو منك اتباع التعليمات التالية لتخطيط نشاطكم في المراقبة والاستفادة منها".
وما جاء في التعليمات أيضًا الدعوة إلى معرفة "كيف يحمل حقائبه؟ كم حقيبة معه؟ هل يرافقه عنصر أمني؟ إن كان كذلك كم عنصراً؟ التأكد إن كانت العناصر المرافقة مسلحة أو لا؟ هل يستقل سيارة أجرة، أو أن سيارة خاصة ستقله؟ أي طريق سيسلك؟ وبعد الانتهاء من المراقبة يجب إرسال صور منذ لحظة وصوله إلى المطار حتى نقطة الوصول ضمن التقرير المرسل".
وتشمل التعليمات توصيات لضمان مراقبة الهدف؛ ومنها "تكليف 3 سيارات على الأقل ودراجة نارية في عملية المراقبة، وتحديد نقاط الضعف خلال الطريق في التخطيط لمهاجمة الشخص.. سنستخدم المعلومات من خلال عملية المراقبة هذه".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!