ترك برس
أطلقت مجلة "رؤية تركية" الصادرة عن مركز سيتا للدراسات عددها الجديد رقم 48 – خريف 2023 تحت عنوان الحراكات السياسية في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية وملفه الرئيس الشأن الإفريقي.
وذكر مركز سيتا في تقرير عبر موقعه الإلكتروني أن العدد الجديد للمجلة تضمن بحوثا تعالج بيان علاقة القارة الإفريقية بالمنظمات الدولية، ونفوذ القوى الكبرى فيها، وقضايا مهمة أخرى، مثل الهجرة والانتقال السياسي في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى ملفات أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية التركية.
وأكد رئيس تحرير المجلة رمضان يلدرم أن العدد كان مخططا لتناول الشأن الأفريقي ورغم ذلك حرصنا على تناول التطورات الفلسطينية الأخيرة في هذا العدد، من خلال دراسة الباحث محيي الدين أتامان عن التأثيرات الدولية لتطورات المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية والسياسة التركية تجاهها.
وقال يلدرم إن المجلة ستعمل في العدد القادم على تقديم دراسات معمّقة عن تداعيات التطورات وتفاعلاتها في غزة وعلى مستوى القضية الفلسطينية.
وقد افتتح هذا العدد ببحث خاصّ لوزير الخارجية التركي السيد هاكان فيدان بعنوان: “السياسة الخارجية التركية في مطلع (القرن التركي): التحدّيات والرؤية والأهداف والتحوّل”، تناول فيه دخول تركيا مئوية جديدة في وقت يتّسم بديناميكياتٍ جيوسياسيةٍ سريعة التغير، مقترنةٍ بتحديات عالميَّة متزايدة باستمرار، تبلغ ذروتها في حقبة معقدة تحددها أزمات متعددة.
وعلى هذه الخلفية، تبرز تركيا بوصفها جهةً إقليمية بناءة وفاعلةً في تحويل النظام نحو نظامٍ دوليّ أكثر شمولًا وفعالية، وأقدر على معالجة التحديات العالمية والإقليمية الحالية. وبينما تستمر تركيا في تأمين مصالحها الوطنية في بيئةٍ إقليمية وعالمية متقلبة، ستبقى تعمل على تشكيل الظروف اللازمة لتحقيق السلام والتنمية المستدامين في جوارها وخارجها.
وكما ذكرنا آنفًا تناول الباحث محيي الدين أتامان التأثيرات الدولية لتطورات المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة والسياسة التركية، حيث أدّت الهجمات الشاملة التي نفذتها حماس ضد “إسرائيل” في 7 أكتوبر 2023 إلى تحوّل كبيرٍ في المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية، وظهرت قضية فلسطين مرةً أخرى على الأجندة العالميةـ وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرض لها “إسرائيل” في تاريخها لهذا الحجم من الأضرار.
وبالمثل، رأينا أن السياسات الأحادية المتهورة لـ”إسرائيل” ومؤيديها لم توفر الأمن لها. ومن ناحية أخرى، ظهر نفوذ حماس والمقاومة الفلسطينية وقوة ردعها. وكذلك، تركت هجمات 7 أكتوبر آثارًا خطيرة على معادلة القوى الإقليمية؛ إذ انتهت عملية التطبيع في المنطقة إلى حدّ كبير. وانكفأت “إسرائيل” إلى عزلتها في المنطقة مرةً أخرى؛ بسبب استخدامها المفرط للقوة وجرائم القتل الجماعي وجرائم الحرب.
وقد قال الباحث العراقي واثق السعدون والذي نشر بحثا حول مسارات العلاقات التركية- العراقية في ظل جملة من الملفات الثنائية، منها: الأمن والاقتصاد والطاقة والمياه… أن هنالك فرصة حقيقية في الوقت الحاضر لنقل العلاقات بين البلدين إلى مسارات متقدمة وخطوات إستراتيجية في التعاون، بخاصة في المجالين الاقتصادي والأمني؛ لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين وشعبيهما.
وقال يلدرم أن المجلة غطت بعد ذلك التطورات في القارة الإفريقية من خلال مجموعة دراسات. في البداية تتناول دراسة الأكاديمي السوداني الصادق الفقيه الأمم المتحدة من المنظور الإفريقي، وترى أن المنظور الإفريقي للأمم المتحدة ليس إيجابيًّا كلّه؛ بسبب نصيبها السلبيّ في الإسهام في التجارب الاستعمارية، ونهب موارد القارة.
ثم تناول الباحث الفلسطيني عبد العزيز أبو عليان مجموعة البريكس ودورها في التنافس الدولي وتداعياته على القارة الإفريقية، كما أكد الباحث الإفريقي إبراهيم ناصر في بحثه “التغيرات الجيوبولتيكية بمنطقة الساحل الإفريقي ومستقبل النفوذ الفرنسي” أن منطقة الساحل تعاني مشكلات معقدة، وتشهد أزمات إنسانية مختلفة، وانتشارًا للتطرف والعنف بصور متعددة، وتدهورًا اقتصاديًّا غير مسبوق، وتزايدًا في نسبة الفقر والبطالة، وانقلابات عسكرية متتالية، وتنافسًا دوليًّا، وتدهورًا في الظروف البيئية والمناخية، وتحولاتٍ اجتماعية جذرية تسببت في إشعال حالة من الحراك الثوري الرافض للوجود الفرنسي في دول الإقليم.
وحول ملف الهجرة تناولت الباحثة السودانية سلمى محمد موسى حماد في دراستها “سياسات الاتحاد الأوروبي في مواجهة الهجرة غير الشرعية وتأثيرها في الاستقرار السياسي بإفريقيا: دراسة حالة السودان” آثارَ السياسات التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي الأمن والاستقرار السياسي في إفريقيا، مع التركيز الخاص على السودان نموذجًا.
أمّا الأكاديميّ المصري خيري عمر فقد سعى في دراسته “انعكاس السياسات الانتقالية على مرحلة بناء مؤسسات الدولة في ليبيا” إلى تحليل العلاقات الارتباطية بين حالة المكونات الليبية وعدم الاستقرار السياسي؛ فعلى مدى أكثر من عشر سنوات بدت الديناميات الليبية أكثر ميلًا إلى الانقسام، وهذا أدى إلى عيوب هيكلية سادت في المرحلة الانتقالية.
وفي ختام ملفات هذا العدد اختار الأكاديمي التركي يوجال أجار ملفًّا دَوليًّا هو: “مستقبل اتفاقية ممر الحبوب بعد انسحاب روسيا منها” تناول فيه آثار انسحاب روسيا من اتفاقية ممرّ الحبوب ومستقبل الاتفاقية، حيث كانت أزمة الغذاء العالمية إحدى المشكلات الرئيسة التي ترافقت مع الحرب في أوكرانيا.
وقد بادرت عدة جهات، منها تركيا والأمم المتحدة، للوصول إلى اتفاقية ممر الحدود، واستطاعت تمديدها ثلاث مرات. ترى الدراسة أن تقييم مسوِّغات الأسباب التي قدمتها روسيا، ومستقبل هذا الاتفاق المهم ما يزالان يحملان أهمية كبيرة في سياق الحدّ من أزمة الغذاء العالمية.
وتعتبر مجلة رؤية تركية المجلة الأولى والوحيدة المحكمة والتي تنشر باللغة العربية في تركيا وهي تصدر بشكل دوري منذ 11 عاما، وتتناول ملفات محددة وتغطي التطورات الدولية والإقليمية بشكل تحليلي رصين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!