ترك برس
شهدت فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة غزة "الحرية لفلسطين"، مشاركة واسعة من النخب الفكرية والسياسية وممثلي الحركات الشعبية وتيارات التغيير وممثلي الأديان الثلاثة، من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية يومي الأحد والاثنين، بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، ومنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، إلى تسليط الضوء على المعاناة التي لا يزال يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة بعد 100 يوم من العدوان الإسرائيلي.
وبحسب شبكة الجزيرة القطرية، ركز المتحدثون في كلماتهم خلال الجلسة الأولى للمؤتمر على "عنصرية الفكرة الصهيونية" التي تؤمن بأفضلية الصهاينة على باقي الأصناف البشرية، وأوجه التشابه بين الصهيونية ونظام الفصل العنصري، بينما تطرقت الجلسة الثانية للمؤتمر إلى الصهيونية كخطر عالمي يصدر العنف وجرائم الحرب، ويقضي على مبادئ حرية الرأي والتعبير.
أكد أمين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري في كلمته على هدف المؤتمر في تثبيت محاور أساسية في القضية الفلسطينية، كتأصيل شرعية المقاومة، وإبراز الوجه القبيح للاحتلال والصهيونية وممارساتهما ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، قيام الاتحاد بتنفيذ العديد من المشاريع والخطوات التي من شأنها التخفيف عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الحرب بأسرع وقت وكسر الحصار، من خلال تأصيل الفتاوى الشرعية بخصوص الوضع الراهن، والحث على المظاهرات والدفاع عن غزة بكل الأشكال الممكنة.
كما أشاد بدور دولة جنوب أفريقيا ودورها الداعم للقضية الفلسطينية من خلال تقديم ملف في محكمة العدل الدولية، يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، داعيا جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعمها والوقوف خلفها في هذا المسار.
وأكد القره داغي إرسال الاتحاد دعوات لقادة الدول الإسلامية والعربية لتشكيل تحالف شبيه بـ"حلف الفضول"، حيث أبدت أكثر من 100 دولة استعدادها للانضمام للحلف إلا أن عدم وجود دولة إسلامية كبرى تقوم بدور القيادة حال دون إتمام المشروع.
وفي سياق إغاثي، أعلن القره داغي إبداء الاتحاد استعداده لتجهيز 50 سفينة محملة بالمساعدات الإغاثية تنطلق من إسطنبول التركية لمساعدة أهل غزة، شريطة الحصول على ضمانات من الدول الواقعة على البحر المتوسط بحماية تلك السفن، متأملا أن تلقى هذه المبادرة اهتماما دوليا.
دعوة لتجريم الصهيونية
وحذر رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، حميد بن عبد الله الأحمر، من "قيام الاحتلال الإسرائيلي والصهيونية على أساس فكرة تسعى لاستهداف الوطن العربي والإسلامي دون استثناء"، كما دعا إلى ضرورة الارتقاء للوصول إلى الوعي اللازم لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الاحتلال.
وأكد الأحمر ضرورة الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية بمختلف الأشكال، وتجريم المشروع الصهيوني محليا ودوليا حتى الوصول إلى تحرير كامل فلسطين.
وفي كلمته -عبر الفيديو- قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن عملية طوفان الأقصى جاءت في إطار الرد على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة للمسجد الأقصى، والاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وحصاره الخانق لقطاع غزة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة مصيرية لا يصلح معها استخدام الأساليب التقليدية في مقاومة الاحتلال.
ووجّه هنية رسالة للعالم، دعا فيها إلى كشف القناع عن الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف بوجه الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل وسياساتها النازية تجاه الشعب الفلسطيني.
تفاؤل بالحراكات الشعبية
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد السفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى، تقدير دولة فلسطين لكل الأصوات المنادية بنصرة المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني المعذب والمستمر بعذاباته منذ أكثر من 100 عام، سواء كانت هذه الأصوات في مؤتمرات أو في التظاهرات في الميادين والشوارع في كل أنحاء العالم.
وأشار السفير إلى أن مشاركة العديد من الشخصيات الوازنة حول العالم في مؤتمر "الحرية لفلسطين"، هو تأكيد على هذا الالتفاف الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته الوطنية وحقوقه المشروعة.
ويرى المسؤول الدبلوماسي، أن "الحراك الشعبي في مختلف دول العالم سيفرض نفسه حتما على صناع القرار لاتخاذ خطوات عملية من شأنها إيقاف العدوان على قطاع غزة بشكل سريع"، مشيرا إلى إدراك دول العالم استحالة تحقيق الأمان والاستقرار العالمي دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة.
وأوضح رئيس هيئة علماء فلسطين نواف التكروري للجزيرة نت، أن مؤتمر "الحرية لفلسطين" يأتي في إطار تعاون لقوى متعددة ومجموعة من مؤسسات المجتمع المدني من كل الأطياف، بهدف التأكيد على عنصرية فكرة الصهيونية وطبيعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما يرى التكروري أن "القضية الفلسطينية بحاجة لمثل هذه الحراكات المدنية في الفترة الحالية، لاسيما مع ازدياد نسبة المتعاطفين الأوروبيين معها"، داعيا إلى "عدم السماح بتراخي الجهود المدنية في التعريف بالقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، بعد مرور أكثر من 100 عام على معاناة الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه، أشاد المفكر والداعية الإسلامي طارق السويدان، باستمرار الجهود التي تخدم القضية الفلسطينية وتسعى إلى التعريف بها، مشيرا إلى أن "الفائدة الحقيقية وراء مثل هذه المؤتمرات هي التغطية الإعلامية التي تعكس حقيقة الاتحاد العربي والإسلامي خلف فلسطين وقضيتها للعالم، بجانب العلاقات التي يتم نسجها داخل قاعة المؤتمرات ليُبنى عليها لاحقا مشاريع ذات أهمية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!