ترك برس
أكد نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن اللقاء الذي عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان، عكس وحدة الموقف الأردني والتركي حيال التطورات في غزة.
وأجرى الصفدي مباحثات موسعة مع نظيره التركي هاكان فيدان، اليوم الخميس، في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين البلدين إزاء تطورات الأوضاع في غزة، وسبل تكثيف الجهود المستهدفة لوقف الحرب المستعرة على القطاع، وبما يضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الكافية والمستدامة، كما بحثا قضايا ثنائية وإقليمية.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية، قال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات "زيارة وزير الخارجية التركي نتيجة طبيعية لموقفنا المشترك في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة ومحاولة الخروج من هذه الأزمة الكارثية التي ضربت أهلنا في فلسطين واستمرار للتنسيق والتشاور الذي تكثف في الأشهر الماضية بين البلدين".
وأضاف: "التنسيق بيننا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كان شبه يومي سواءً على المستوى الثنائي أو من خلال لجنة الاتصال التي شكلها القادة في القمة العربية الإسلامية المشتركة، واستضافها أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة".
وأكد الصفدي "أن العلاقات الأردنية التركية علاقات أخوية تاريخية وتنعكس في التعاون المستمر الذي نراه يتنامى في مختلف مجالات التعاون، ونعمل على توسعته تنفيذاً للتوجيهات المباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، ونبني على قاعدة صلبة من العلاقات الأخوية ونركز في هذه المرحلة على الأوضاع الكارثية التي تتفاقم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزة، ونتيجةً للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تدفع الضفة الغربية أيضاً نحو الانفجار".
وأضاف، "النقاش الذي أجريناه عكس وحدة الموقف الأردني والتركي من ناحية أولوياتنا الحالية ومن ناحية الهدف الاستراتيجي الذي نعمل من أجله"، مشيرا الى أن "الأولويات الحالية واضحة؛ وقف العدوان على غزة، وإدخال ما يكفي من المساعدات الإنسانية والدائمة إلى كل أنحاء القطاع، جنوبه وشماله، ووقف عملية التدمير، والعمل فوراً من أجل عودة النازحين في غزة إلى مناطقهم التي خرجوا منها".
وأكد أن "مواقفنا واضحة في رفض التهجير، ورفض أي وجود إسرائيلي في غزة، ورفض أي اقتطاع لأي جزء من القطاع"، لافتا الى أن التعامل مع غزة بعد توقف العدوان يجب أن يكون في إطار شمولي يؤكد وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وأن يتزامن مع حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وأشار الى أن "موقفنا محدد من أن استمرار هذا العدوان يدفع المنطقة كلها إلى أتون المزيد من الحروب والصراعات في وقت نرى التوتر وقد بدأ يتفاقم في المنطقة على عدة جبهات وهذا كله وليد العدوان الإسرائيلي الذي ينطلق من الموقف الإسرائيلي الرافض للانخراط في أي جهد حقيقي لوقف العدوان وأي جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للفلسطينيين وللإسرائيليين".
وقال الصفدي، "نتابع أيضاً عمليات التحريض التي يرددها مسؤولون إسرائيليون والهادفة الى شيطنة الإنسان الفلسطيني وإنكار حقه في الحياة، وحقوقه المشروعة التي يقرها المجتمع الدولي كله"، مضيفا أن "المجتمع الدولي كله يقول إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام فيما يقول رئيس الحكومة الإسرائيلية: لن أسمح بتجسيد حل الدولتين. المجتمع الدولي كله يقول أيضا إن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى مسؤولية قيادة شعبها ورئيس الوزراء الإسرائيلي يقول: إنه لن يعمل مع هذه السلطة".
وأضاف، "نحن الآن في مواجهة ليس فقط عدوان إسرائيلي على غزة بدأت نتائجه الكارثية تنتشر في أنحاء المنطقة، لكننا أيضاً في مواجهة موقف سياسي إسرائيلي يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويخرق القانون الدولي، ويخرق كل المعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية".
وأكد الصفدي أننا "نعمل معاً في مواجهة هذا الموقف؛ منطلقين من توافق تام على الأولويات وعلى الهدف"، مشددا على أننا "نريد سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً تقبله الشعوب ويلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وهذا يبدأ في وقف العدوان ووقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وتقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة وتدفع بالمنطقة باتجاه المزيد من التأزيم والتصعيد وهذا أمر ستكون انعكاساته كارثية ليس فقط على منطقتنا ولكن على العالم بأجمعه لأن ما يجري في المنطقة يؤثر على الأمن والسلم الدوليين".
وأشار الصفدي الى أننا "مستمرون في عملية التنسيق المشتركة، وبحثنا اليوم كيف نمضي إلى أمام ليس فقط في جهدنا الثنائي ولكن بالتنسيق مع أشقائنا في مجموعة الاتصال، وإيصال موقفنا إلى العالم والعمل على بلورة موقف دولي مؤثر وفاعل للضغط من أجل وقف هذا العدوان ووقف كل ما يسببه من دمار وقتل للأبرياء وقتل لفرص تحقيق السلام العادل والشامل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!