ترك برس
قال المحلل السياسي التركي، جواد غوك أن "المعارضة في البلاد مازالت تعيش حالة من التوتر، ولم تتمكن حتى الآن من تجاوز الهزيمة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية".
وأرجع "غوك" إلى هذا السبب إعلان عدة أحزاب في المعارضة خلال الأيام الماضية عن مرشحيها المستقلين، ليس في إسطنبول فحسب بل في عدة مدن، مضيفاً: "الهزيمة كانت ضربة قاسية لصفوف المعارضة، وفتحت باب خلافات شديدة بين الشخصيات"، وما يزال قائما حتى الآن، وبدا مؤخرا من التصريحات المتتالية لزعيمة "حزب الجيد"، ميرال أكشنار.
وفي 14 مايو/ أيار الماضي، شهدت تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية في آن واحد، وصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وخاض الانتخابات الرئاسية، 3 مرشحون عن تحالفات حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد"، فيما أعلن محرم إنجه، المترشح عن حزبه "البلد" الانسحاب من التنافس قبل أيام بشكل مفاجئ.
وشهدت الجولة الأولى حصول أردوغان على 49.52 بالمئة من الأصوات، فيما نال منافسه الأبرز ومرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، لتعن الهيئة العليا للانتخابات عن امتداد السباق الرئاسي إلى الجولة الثانية التي جرت بتاريخ 28 مايو/ أيار 2023.
وأسفرت الجولة الثانية من الرئاسيات، عن حصول الرئيس أردوغان على 52.18 في المئة من الأصوات ومنافسه قليجدار أوغلو على 47.82 في المئة، ليتم بذلك انتخابات أردوغان لولاية جديدة تمتد لـ 5 سنوات.
وفي انتخابات الإعادة لاختيار الرئيس، أدلى 52 مليون و93 ألفا و375 ناخبا محليا بأصواتهم، وبلغ معدل التصويت 85.72 في المئة، فيما بلغت نسبة المشاركة 88.92% داخل البلاد، و53.80% خارجها.
كلجدار أوغلو وبعد خسارته المنافسة أم أردوغان، شهد حزبه انتخابات داخلية انتهت بتسلم أوزغور أوزيل دفة الرئاسة.
ويجري أوزيل منذ أسابيع جولات انتخابية في المدن التركية، ووصل قبل أيام إلى المناطق التي ضربها الزلزال، وقال: "سترون أن أصحاب القلوب القاسية سيخسرون، وذوو القلوب الطيبة سيفوزون".
وفي المقابل وصل إردوغان إلى عدة ولايات تركية أيضا، وزار مناطق الزلزال وقال من كهرمان مرعش الأربعاء إن "حزب الشعب الجمهوري يمر بحرب أهلية. ومن غير المعروف متى ستنتهي الحرب.
وأضاف: "الحرب يلوح فيها القدامى والجدد سيوفهم على بعضهم البعض من جانب والآخرين من الجانب الآخر".
ويعتقد المحلل السياسي غوك أن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الحالي، وفي حال كان قادرا على كسب القاعدة الكردية وحزب المساواة الشعبية والديمقراطية سيضمن الفوز مرة أخرى في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول".
لكن إذا لم يكن هناك أي تحالفات "لن يكون بمقدوره الفوز"، كما يرى غوك، مشيرا من جانب آخر إلى أن "حزب العدالة والتنمية يأتي بقوة هذه المرة وباسم مراد قوروم".
من جهته، يعتقد علي أسمر وهو ومحلل سياسي تركي أن "الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها".
كما "ستكون المنافسة قوية والرابح سيفوز بنسبة قليلة عن الآخر بعكس انتخابات البلدية الأخيرة التي فاز بها أكرم إمام أوغلو بفارق كبير".
ويوضح أن "سبب خصوصية الانتخابات ترتبط بدخول البلاد بالقرن الجديد الذي يراهن عليه إردوغان وأعضاء الحكومة التركية".
ولذلك "تلافوا أخطاء الانتخابات الأخيرة وبعد مشاورات ومفاوضات قرروا ترشيح مراد كوروم وزير البيئة السابق لخبرته الكبيرة في ملف الزلزال"، وفق ذات المتحدث.
ويشي شكل الحملات الانتخابية التي يقودها كل من إمام أوغلو وقوروم الاسمين بتركيزهما على المخاوف المتعلقة بزلزال إسطنبول الذي يتوقعه الخبراء، منذ سنوات.
وتحدث قوروم كثيرا خلال الأيام الماضية عن "الكارثة المتوقعة" ووعد بإيجاد حلول لها، وحلول أخرى لتحسين شبكة المواصلات.
ولا يعرف ما إذا كان شكل المنافسة على إسطنبول سيكون على حالته الفردية القائمة أم تتجه بعض الأحزاب إلى تشكيل تحالفات كما كان الحال سابقا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!