ترك برس
بدأ طلاب الجامعات الأميركية بتنظيم مسيرات داعمة لقطاع غزة، وداعية لوقف فوري لإطلاق النار، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكن الاحتجاجات تأججت بشكل خاص في أبريل/نيسان 2024، مع تصاعد حرب الإبادة والتجويع التي شنها الاحتلال على سكان القطاع.
وأشعل طلاب جامعة كولومبيا في مانهاتن شرارة الانتفاضة، حين اعتصموا في حرم الجامعة، ونصبوا "مخيم التضامن مع غزة" في يوم 17 أبريل/نيسان، وأعلنوا أن الاعتصام مستمر حتى تسحب الجامعة استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وتوقف التعاون والعلاقات البحثية والاستثمارات المقدمة للجامعات الإسرائيلية.
ودعا الطلاب إلى وقف الحرب على غزة، ووقف تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح. بحسب شبكة الجزيرة.
ويقول الكاتب والإعلامي التركي توران قشلاقجي، في مقال بصحيفة القدس العربي، إن جامعة كولومبيا عُرفت بدفاعها عن الحريات عبر التاريخ، وهي من الجامعات التي درست فيها شخصيات بارزة مثل الكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد.
وأكد قشلاقجي أنه في قاعة هاملتون، التي استولى عليها الطلاب في عام 1968، رفع طلاب جامعة كولومبيا لافتة كتب عليها «قاعة هند» تخليداً لذكرى الطفلة هند رجب البالغة من العمر ستة أعوام، التي قتلتها القوات الإسرائيلية.
وتم الترحيب بهذه اللافتة عبر رفع هتافات «الحرية لفلسطين»، كما دعت بيث ماسي، إحدى رواد احتجاجات عام 1968، الطلاب إلى الحراك بشكل أكبر وأقوى.
وأشار الكاتب إلى أن الجامعات تُوصف بأنها أكبر معابد كنيسة العلم التي شكلت العالم الغربي الحديث. ففي العصور القديمة، كانت المدن تُبنى حول مسجد كبير أو كنيسة؛ أما في العمارة الحضرية الحديثة، فلا يمكن تخيلها من دون جامعة.
وفي المجتمعات غير الغربية، تعمل الجامعة كدير وتعزل الأفراد الذين يتم تدريبهم لتحويل المجتمع. واحتلت الجامعة موقعاً استبدادياً في المجتمع بمهمتها في إنتاج العلم، وتوجيه التاريخ، وتنوير المجتمع.
وأوضح قشلاقجي أن انتفاضة الجامعات التي بدأت مؤخرا في الولايات المتحدة، تهدم اليوم معابد الجامعات الغربية، حيث انتشرت حركات الطلاب التي بدأت في جامعة كولومبيا كرد فعل على سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل سريعاً إلى نحو 40 جامعة أخرى، ثم امتدت هذه الحركات إلى أوروبا وتركيا وأنحاء العالم.
والأسبوع الماضي - يضيف الكاتب - كشفت الأحداث في جامعات الولايات المتحدة مرة أخرى عن مدى الانزعاج من الحرية الفكرية، من خلال العنف الشرطي وتدخل إدارات الجامعات. ولا شك في أن صمت الإدارة الأمريكية على «المجزرة الأكاديمية في غزة» أثار غضب العالم بأسره.
وجاء في مقال في صحيفة «الغارديان» البريطانية حول المجزرة الأكاديمية في غزة: «أدانت الأمم المتحدة الأعمال التي وصفتها بـ»المجزرة الأكاديمية»، حيث دمرت إسرائيل كل الجامعات في غزة، بالإضافة إلى قتل ما لا يقل عن 5479 طالبا و261 معلما و95 بروفيسورا جامعيا».
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن انتشار التصريحات الداعمة لإسرائيل وندرة التصريحات الداعمة للشعب الفلسطيني، كانا تحت تأثير سياسات الحكومة الأمريكية، والتأثير المالي للوبي اليهودي، وأصبح الخوف من معاداة السامية يسيطر أيضا على العالم الأكاديمي. وفق قشلاقجي.
وأضاف الكاتب: "يظهر هذا الوضع أن إدارات الجامعات الأمريكية تحولت إلى أنظمة قمعية، وأن الطلاب يقفون ضد هذا النفاق والضغوط. هذه الثورة الطلابية على مستوى العالم تُعتبر رفضا للنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم، وينبغي تقدير الخطوات التي يتخذها اليوم قادة المستقبل كمقدمة لتغييرات كبيرة".
وتابع: "نتيجة حركة المقاومة هذه، كشف الطلاب عن الوجه الحقيقي لأسطورة «الجامعة الحرة»، فقد أبدوا موقفا شريفا من خلال دعمهم للشعب الفلسطيني. وكما كُتب في خيمة مواطن فلسطيني يعيش في رفح بجنوب قطاع غزة؛ «شكرا، لجامعات أمريكا»".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!