ترك برس
أقيمت عبر برنامج "زووم" على مدار يومين فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي (إيفي) تحت عنوان "الاقتصاد الإسلامي والنهضة التركية في المئوية الثانية".
ودعا المشاركون في المؤتمر الدولي، تركيا إلى البدء في تطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي، مؤكدين أنه قادر على حل المعضلات الاقتصادية التي تواجه البلاد ومضاعفة إيراداتها الحكومية. وفق صحيفة "عربي21".
وقال رئيس المؤتمر، وأستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، أشرف دوابة، إن بناء نظام اقتصادي إسلامي في تركيا سيحل المعضلات الاقتصادية التي تواجه البلاد، ويحقق الرفاه المنشود.
وأوضح دوابة، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي جاء تحت عنوان "الاقتصاد الإسلامي والنهضة التركية في المئوية الثانية" ويستمر ليومين عبر برنامج "زووم"، أن النهضة الاقتصادية في تركيا ما زالت تواجهها معضلات اقتصادية في مقدمتها التضخم والديون وعجز ميزان المدفوعات، وزاد من شدة هذه المعضلات أزمة الزلزال في شباط/ فبراير الماضي فضلا عما أفرزته الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها أزمة كورونا التي حلت بالعالم أجمع.
ولفت إلى أن الاقتصاد كان عاملا مهما في هزيمة حزب العدالة والتنمية الحاكم بالانتخابات المحلية الأخيرة لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض، وأن التضخم هو الداء القاتل الذي ضرب الحزب في مقتل، وعجزت يد الحكومة عن وجود حل عاجل لذلك.
ومن جانبه قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، عبد الرحمن يسري، إن تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي يعتمد على ثلاث ركائز أساسية هي: العدل في المعاملات، والاستقرار في الأوضاع الاقتصادية، والتقدم الاقتصادي.
وأضاف يسري خلال كلمته بالمؤتمر: "واهم من يظن أن الأدوات الاقتصادية الوضعية الغربية ستحقق للدول الإسلامية شيئا مثمرا في الأجل الطويل"، لافتا إلى أن التعامل بنظام الفائدة التي يعتمد عليها الاقتصادي العالمي يتسبب في أزمة مالية عالمية بين الحين والآخر، وينهار على إثر ذلك العديد من المشروعات.
وشدد أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، على ضرورة إزالة العوائق أمام نجاح البدائل الإسلامية الاقتصادية التي ننادي بها، وتقديم بدائل عملية ناجحة، داعيا إلى ضرورة البدء بمشروعات التكامل بين الدول الإسلامية لتعزيز قوتها الاقتصادية.
وأكد أستاذ الاقتصاد بجامعة أنقرة، معبد الجارحي، خلال كلمته في المؤتمر، أن الكثير من موارد تركيا الاقتصادية مهددة بالانهيار بسبب النظام الاقتصادي الرأسمالي المطبق الذي ثبت فشله عمليا ونظريا، مشددا على أن القوة الاقتصادية سبيلها في تطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي.
وأضاف أن الدول الإسلامية تعاني من مشاكل اقتصادية مرجعية وتحديات هائلة، ولن تستطيع تحقيق تنمية تتميز بالعدالة الاجتماعية، والنمو الفائق، والقابلية على الاستمرار، وعدم الإضرار بالبيئة، إلا إذا طبقت نظاما اقتصاديا إسلاميا.
ولفت الجارحي إلى أن النظام الاقتصادي الإسلامي موجود بالفعل ونحن بحاجة ماسة لتطبيقه، وأن تركيا، على سبيل المثال، تستطيع تحقيق ثلاثة أضعاف إيراداتها الحكومية من حقوق السيادة على إصدار النقود، لأن الاقتصاد الإسلامي يقوم على إصدار النقود المبنية على التملك وليست النقود المبنية على الاقتراض.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين عدة محاور أبرزها الاقتصاد التركي بين النهضة والأزمة، ومشكلة التضخم والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التركية وتعزيز الدور التنموي لتركيا إلى جانب استشراف مستقبل الاقتصاد التركي في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!