ترك برس

فاجأ أوزغور أوزال، الزعيم الجديد لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، الرأي العام المحلي إثر تصريحات إيجابية حول وجود السوريين في البلاد والخطوات التي اتخذتها بعض البلديات ضدهم.

وانتقد أوزال، تصريحات رؤساء البلديات التابعة لحزبه بسبب استهدافهم السوريين في خطاباتهم، وتضييق الخناق عليهم عبر فرض رسوم عالية على معاملات الزواج، معتبراً أن هذه الأمور ليست من اختصاص الإدارات المحلية. واستعرض رؤية الحزب فيما يخص ملف اللاجئين السوريين في تركيا.

وقال أوزال في مقابلة على شاشة (HaberTürk) التركية: "سياسة الهجرة ليست من اختصاص الإدارات المحلية، وقد قلت ذلك لأصدقائي (أعضاء الحزب) وأقوله هنا أيضاً. في أفيون، كما في العديد من الأماكن الأخرى في تركيا، يشعر الناخبون بالغضب والانزعاج من قدوم هذا العدد الكبير من المهاجرين إلى تركيا بينما توجد في البلاد مشاكل الجوع والفقر والبطالة". حسبما نقل موقع تلفزيون سوريا.

وتطرق أوزال في حديثه إلى قرار رئيسة بلدية أفيون قره حصار، بورجو كوكسال، التي رفعت رسوم معاملات الزواج على السوريين 25 ضعفاً، قائلاً: "لا يمكنكم إرسال السوريين إلى سوريا بعدم عقد القران لهم، لذلك يجب على المسؤولين المحليين أن يتماشوا مع السياسات العامة للحزب. لقد نصحناهم بذلك. عندما تعتني بمشاكل المياه للمواطنين بدلاً من التركيز على السوريين، ستجد قبولاً أكبر. قضية السوريين ليست قضية يمكن أن يحلها المسؤول المحلي".

وأضاف: "بورجو كوكسال، وكذلك أصدقاؤنا الآخرون، هم أشخاص موهوبون وعمليون ولهم تأثير شعبي، وهم محبوبون بالفعل، إلا أن الشعبوية لا تفيدنا في شيء، وعلى أي حال، هذه التصريحات لا تتوافق بشكل كبير مع الخط العام للحزب".

وأكد أوزال على ضرورة الحوار مع رئيس النظام السوري، وإيجاد سكن مناسب للسوريين بدلاً من منازل الطوب، قائلاً: "تعرفون سياستنا بشأن الهجرة. نحن ندعو إلى التفاوض مع سوريا والأسد، وإلى السلام، وإلى تدخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وإلى توفير عمل، وطعام، وسكن للسوريين ليعودوا إلى بلادهم إلى مستقرات جذابة، لا مجرد منازل من الطوب".

وأشار أوزال إلى أن تركيا تفكر أيضاً في بعض الإيماءات لـ1.5 مليون طفل سوري ولدوا في تركيا، قائلاً: "إذا غادرتم سنمنحكم جواز سفر بدون تأشيرة. لن نفرض عليكم تأشيرة دخول، أو سنعطيكم الأولوية والامتيازات مقارنة بالطلاب الأجانب الآخرين عندما تأتون للدراسة في الجامعة. ستكونون مواطنين سوريين لكن سيكون لديكم صلة قلبية بتركيا، حتى أننا سنوثق ذلك".

وأضاف: "عندما تأتون (السوريون) إلى تركيا للعطلة، لن نفرض عليكم ضريبة السياحة، أو سنقدم دعماً لسكنكم عندما ترغبون في الدراسة في تركيا. لدينا حزمة مغرية بشكل لا يصدق، وسنوضحها بشكل أكبر في الفترة القادمة".

أكد أوزال أن استهداف اللافتات المكتوبة باللغة العربية يمكن أن يترك جرحاً لدى العديد، لأن اللغة العربية هي لغة القرآن، قائلاً: "إذا قمت بإزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية وحدها، ستصبح اللغات الأجنبية الأخرى أيضاً موضع تساؤل. في اللاوعي لدى الناس، العربية هي لغة القرآن، ويمكن أن يترك ذلك جرحاً. يجب النظر في ما هو مكتوب على اللافتة. إذا كان يسهل على الناس الحصول على الخدمة بلغتهم الأم، فهذا حق لهم".

وأضاف: "القانون يقول إن اللافتة المكتوبة بلغة أجنبية يجب ألا تتجاوز 25٪ من حجم نظيرتها باللغة التركية، ويمكن تطبيق ذلك على اللغة الإنجليزية أيضاً".

وشدد أوزال على ضرورة تجنب قول كلمات يمكن أن تُستغل بشكل انتقائي، قائلاً: "يجب التعامل بحس سليم. بعض أصدقائنا قد يندفعون بحماسهم، ولا أحد منهم سيئ النية، لكن يجب أن نتحلى بالتوازن ونتجنب ارتكاب الأخطاء. كل شيء موجود في القانون، وإذا لم يكن موجوداً، يمكنك اتخاذ قرار في مجلس البلدية وإصدار إخطار، فهذه هي الطريقة الصحيحة".

وخلال زيارته جمعية المحاربين القدامى وأسر الشهداء في أفيون قره حصار اليوم الجمعة، تحدث أوزال عن قضية اللاجئين مستشهداً بمقولة الغازي مصطفى كمال أتاتورك "سلام في الوطن، سلام في العالم"، حيث قال: "هدفنا هو إنهاء الحرب في سوريا وإحلال السلام هناك".

وقال رئيس الجمعية، إسماعيل كومرتاشلي، خلال زيارة أوزال: "أشعر بالضيق عندما أرى الشباب السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً يستمتعون بالنزهات في أنيتبارك، بينما جنودنا يستشهدون هناك (في سوريا)".

ورد عليه أوزال قائلاً: "الأجانب لا يأتون من فراغ، هناك سبب لقدومهم. هناك مقولة للغازي مصطفى كمال أتاتورك: 'إذا كان هناك سلام في الوطن وسلام في العالم، لن يكون هناك محاربون قدامى ولا شهداء في الوطن'".

وأضاف: "إذا لم تحترم سلامة أراضي جيرانك، وتدرب وتجهز العناصر غير الحكومية هناك وتدفعهم للقتال، وتثير الفوضى الداخلية هناك، فإن اللاجئين سيأتون إلى هنا نتيجة للحرب الأهلية. وعندما يذهب جنودنا إلى هناك بناءً على المهمة الموكلة إليهم، فإنهم يُستشهدون".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!