ترك برس
أكد الكاتب الصحفي التركي يشار سونغو، أن الناشطين الشباب في جميع أنحاء العالم الذين يهتفون بالحرية لغزة، رأوا الوجه الحقيقي القبيح لإسرائيل والغرب والشركات العالمية التي تدعم قتل الأطفال وتلتزم الصمت، وقاموا بإظهار هذا القبح للعالم أجمع.
وقال سونغو إن الوقت حان ليتخلى العالم بأسره عن كل الانقسامات السياسية والثقافية، من لغة ودين وعرق وجنس، وعن كل الهموم والمشاغل الاقتصادية والاجتماعية اليومية، ليتحد حول قضية واحدة: غزة. فما يحدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية.
وأوضح في مقال بصحيفة يني شفق أن "أنصار الشر المنظم بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة" يجب أن يكونوا العدو المشترك الوحيد للعالم اليوم، وينبغي أن يكون الشيء الوحيد الذي يشغل بالنا ونقلق لأجله هو مقتل الأطفال والرضع والشباب والنساء وكبار السن في غزة، "فهذا ما يجعلنا بشرا".
واستشهد الكاتب بتصريح لمغني الراب الأمريكي الشهير ماكليمور، قال فيه إن "الشيء الوحيد الذي أتابعه هو غزة". قبل أن يبدأ الغناء في حفل موسيقي أقامه في أستراليا، خاطب الحاضرين قائلا: "لقد ألغيت متابعة الجميع، ولا أتابع إلا من ينشر أخبار الإبادة الجماعية في غزة، ويتحدث عنها، ويعد تقارير بشأنها."
وذكر سونغو أنه في أوروبا أيضا أطلق مؤيدو فلسطين الغربيون الأحرار والرحماء حملة مماثلة، حيث يقومون بإلغاء متابعة المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي ممن لا يعلنون دعمهم لقضية فلسطين، ويفضلون التزام الصمت. وقد حقق هذا الإجراء نتائج إيجابية وفعالة، حيث بدأ عدد متابعي هؤلاء المشاهير بالتناقص بشكل سريع.
ولفت إلى أن حملة المقاطعة اتسعت ضد المنتجات والعلامات التجارية للشركات العالمية التي تعلن دعمها لقتل الأطفال من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح ظاهرة عالمية. وبعد نجاح المقاطعة وسَّعت الجامعات نطاقها.
كما ازدادت العقوبات التجارية والسياسية من قِبل الدول ضد إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية. فقد منعت إسبانيا قبل يومين دخول سفينة إلى موانئها كانت تحمل 27 طنا من المتفجرات إلى إسرائيل. وبالإضافة إلى الوقت الذي فقدته، لن تتمكن السفينة من التزود في إسبانيا. يقول سونغو.
وصرح وزير الخارجية الإسباني قائلا: "إن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى المزيد من الأسلحة، بل إلى المزيد من السلام." كما أعلن موظف يهودي الأصل تم تعيينه في وزارة الداخلية الأمريكية من قبل الرئيس جو بايدن، استقالته من منصبه احتجاجا على دعم إدارة بايدن لهجمات إسرائيل على غزة. وستزداد ردود الفعل هذه مع تأثيرها المتسلسل. وفق رأي الكاتب.
وتابع المقال:
فشلت الدول في أوروبا والولايات المتحدة في اجتياز الاختبار، لكن الشعوب نجحت في ذلك. حتى أن هناك مجموعات بدأت بالإضراب عن الطعام لأجل غزة. في الواقع يجب أن نطلق على هؤلاء لقب "محاربي غزة الغربيين". ولا يقتصر توسيع جبهة المقاومة ضد الصهيونية على الشعب فقط، بل يشمل أيضا ممثلين مشهورين ورياضيين وأكاديميين. حيث يتخذون إجراءات فعالة للغاية. ونظرا للتزامهم بالقانون، يتزايد عدد مؤيديهم بسرعة.
فكل شاب يقتل في غزة يمثل ولادة شباب جدد في الغرب لمقاومة الاحتلال. واليوم يقف شباب من جميع أنحاء العالم وراء جميع التظاهرات والاحتجاجات المنظمة ضد الإبادة الجماعية. وقد أصدرت مراكز الأبحاث الأكثر احتراما في العالم تقريرا جديدا من 100 صفحة يدعو إلى إدانة الإبادة الجماعية ويطالب جميع الحكومات بالتخلي عن التواطؤ والتحرك لوضع حد لها.
يقول الجراح البريطاني محمد طاهر، الذي ذهب إلى غزة متطوعا ضمن فريق من العاملين في المجال الصحي من مختلف الدول تحت رعاية المنظمة غير الربحية "فجر العلمية" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها: "قد تعتقد أنك لا تستطيع إنجاز الكثير أو وقف ما يحدث، لكن التأثير الجماعي كبير." لذلك علينا أن نساهم بأي شيء لمساعدة أهل غزة ولو كان صغيرا، فكل الأعمال ذات أهمية وقيمة، بغض النظر عن حجمها.
لقد راتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع إلى "35 ألفا و386 شهيدا، و79 ألفا و366 إصابة" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وجميع القتلى والجرحى هم مدنيون عزل، من الشباب والأطفال والنساء وكبار السن. ولا يزال هناك من يحاول التنصل من مسؤولية المقاطع وإبداء ردود فعل على الإبادة الجماعية بقولهم: "لو لم تهاجم حماس، لما ارتكبت إسرائيل مجزرة في غزة".
إن هذا العالم، يتسع لكل كائن حي. حيث يعيش فيه الأخيار والأشرار وفقا لاختياراتهم. سيكون هناك أمثال قابيل وهابيل، وموسى وفرعون. لقد أصبح شباب غزة نماذج يحتذى بها.
لقد رأى الناشطون الشباب في جميع أنحاء العالم الذين يهتفون بالحرية لغزة، الوجه الحقيقي القبيح لإسرائيل والغرب والشركات العالمية التي تدعم قتل الأطفال وتلتزم الصمت، وقاموا بإظهار هذا القبح للعالم أجمع.
كم يسعدنا وجود أمثال هؤلاء الشباب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!