إسطنبول – مدار اليوم

في ظل الإنقسام الذي يسود العالم، والمواقف الملتبسة التي تظهرها الدول حيال القضية السورية، بدأت تركيا العمل منفردة لمواجهة الأخطار التي باتت تهدد حدودها وأمنها القومي، من انتشار تنظيم "داعش"، فركزت أنظارها على الحدود، وشددت قبضتها في الداخل.

كسرت تركيا توقعات السياسيين، حيث اعتقد البعض أنها ستلتفت لحل مشكلاتها الداخلية بعد الانتخابات الأخيرة، وستنشغل في الاقتصاد أكثر من انشغالها في القضايا الخارجية المحيطة، حيث توقع المحلل السياسي التركي زاهد غول أن تركيا ستكون مشغولة ومرهقة بشؤونها الداخلية، حيث لن نشهد لتركيا صوتًا عاليًا بالشأن الخارجي، لكن ثوابتها لن تتغير في دعم المعارضة السورية المعتدلة على الصعيدين السياسي والعسكري، حسب تصريحات أدلى بها سابقاً لـ"مدار اليوم".

إلا أن القيادة التركية زادت من اهتمامها بالقضية السورية وارتداداتها على تركيا، فاستدعت قيادة القوات البرية التابعة لهيئة الأركان التركية، كبار الضباط المكلفين بحماية الحدود التركية مع سوريا إلى العاصمة أنقرة، وذلك للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد خلال الأسبوع الجاري.

وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع استمرار النقاشات الدائرة حول عزم القوات المسلحة التركية دخول الأراضي السورية لإنشاء منطقة عازلة من أجل إبعاد خطر تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى تخوفها من انتشار الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري "PYD" على الحدود الجنوبية.

كما قام رئيس هيئة القوات البرية "هلوسي أكار" خلال الأسبوع الماضي برفقة عدد من الضباط الكبار بزيارة المناطق المطلة على الحدود السورية وتفقد الوحدات المرابطة هناك.

وبحسب المعلومات الواردة من مصادر مقربة لهيئة الأركان التركية، فإنّ المجتمعين سيتناولون كيفية اقتحام الأراضي السورية في حال تمّ إقرار ذلك، كما سيتمّ رسم خطة لإدخال 400 عربة ناقلة للجنود إلى الأراضي السورية وكيفية وقاية هذه العربات من المواد المتفجرة والألغام المزروعة من قِبل "داعش"، حسب "ترك برس".

وفي الداخل التركي، حكمت المحكمة التركية بالسجن، على 7 مواطنين أتراك كانوا قد اعتقلوا مسبقاً بتهمة الانتماء إلى تنظيم  "داعش"، والمشاركة في عملياته داخل المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

وحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء التركية بهذا الشأن، فإن الأشخاص المعنيين متهمون أيضاً بالقيام بفعاليات ترويج لتنظيم "داعش" داخل تركيا.

وكانت مديرية الأمن قد ادعت بأن الأشخاص السبعة بقوا في صفوف التنظيم 3 أشهر تقريباً ومن ثم عادوا إلى تركيا للعمل على ضم عناصر جديدة للتنظيم عبر وسائل ترويج في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتم اعتقال المشتبهين من قبل فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن ولاية إزمير في إطار حملة اعتقالات واسعة يوم الأربعاء الماضي شملت مدن إزمير وأرضروم وإسبارطة، إثر حصولها على معلومات استخباراتية تفيد بتواجد عناصر للتنظيم جاؤوا من سوريا إلى داخل المدن المعنية.

ونفذت فرق الأمن العملية على 22 نقطة مختلفة بشكل متزامن في الولايات المعنية، وصادرت مسدسين وعلم التنظيم ومجموعة من المعدات الأخرى.

ومن جانبها أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش التركي أن قيادة الفوج الحدودي الأول التابعة للقوات البرية، ألقت القبض على 8 عناصر تابعة لتنظيم الدولة "داعش" في منطقة "البلي" بولاية كيليس على الحدود السورية.

وجاء ذلك خلال بيان رسمي صدر عن الهئية، ونشرته على موقعها الرسمي في الإنترنت ضمن ملف الفعاليات اليومية والحواث الداخلية المهمة.

وأكدت الهئية في بيانها الرسمي أنه قيادة الفوج الحدودي ألقت القبض على عناصر التنظيم وبينهم طفل، أثناء محاولتهم التسلل من تركيا إلى الأراضي السورية، وأن كلهم ينتمون إلى جنسيات أجنبية.

ومن الواضح أن تركيا اختارت حسم الأمور العالقة على حدودها، قبل الذهاب إلى تغيرات داخلية، مما يعكس تنامي إحساس تركيا بالخطر، وسط تجاهل العالم للإرهاب الذي ينمو بجوارها، والمتمثل بتنظيم "داعش"، ونظام الأسد على حد سواء، غير أن تركيا تؤكد على أن عمليتها محددة بقتال "داعش" دون سواه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!