ترك برس

قال  أيدن أونال، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يفضل العيش مع ملايين السوريين على العيش مع من يمارسون العنصرية تجاههم من المواطنين الأتراك.

  "أونال" النائب السابق في البرلمان التركي، شن هجوما لاذعا ضد المحرضين على وجود اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف وتصاعد الخطاب تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، خلال الفترة الأخيرة.

وقال أونال مخاطبا الرافضين للوجود السوري في تركيا، "أفضل العيش ليس مع 5 سوريين فقط، بل مع 50 مليون سوري بدلا من العيش معك في هذا البلد"، مضيفا: "هل تقول إنهم (السوريين) يشكلون عبئا اقتصاديا، ويسلبوننا وظائفنا؟ ألست أنت من يشغل السوريين يوميا مقابل بضع ليرات وبشروط قاتلة؟".

وتابع في مقال نشره في صحيفة "يني شفق" التركية، "ألست أنت من يوظفهم بدون تأمين وبدون ضرائب وبدون ضمانات ثم يرميهم في الشوارع كما يشاء؟ بينما تجلس خلف لوحة المفاتيح متظاهرا بالبطولة. يوجد عرق السوريين، وعملهم، وحتى دمهم في اقتصاد بلدك!".

وتطرق أونال في حديثه إلى الأسباب التي يطرحها مناهضو اللاجئين السوريين في تركيا من أجل إعادتهم إلى سوريا، قائلا: "هل تقول إن السوريين ليسوا متكيفين (مع المجتمع التركي وقوانين البلاد)؟ حقا؟ هل أنت متكيف؟ ألست من يبصق في الطرقات؟ ألست من يلقي القمامة حولك؟ ألست أنت من يعبر عن تعاطفه مع الإرهاب والإرهابيين، ويصبح عدوا للسلام والهدوء؟"، بحسب ما نقله موقع "عربي 21".

وأضاف: "تقول يجب على السوريين أن يعودوا إلى بلادهم ليحاربوا هل لديك أي فكرة ضئيلة عن الحرب؟، تعطي السوريين النصائح بكل غطرسة، وكأنك تعطي هذه النصائح بجانب الجندي التركي الذي يكافح الإرهاب".

واختتم مقاله بالقول: "ارحل أنت، من أين تأخذ الحق في أن تقول يجب على السوريين أن يرحلوا؟ هل سند ملكية البلد باسمك؟ ماذا فعلت لهذا البلد حتى ترى نفسك متحدثا باسمه؟ إن كان ينبغي لأحد أن يغادر هذا البلد فهو أنت".

شهدت تركيا مطلع يوليو/ تموز الجاري أحداث عنف غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين، اندلعت شرارتها في ولاية قيصري لتمتد إلى ولايات أخرى، بل وإلى الشمال السوري، وما أشعل فتيلها هو مزاعم "تحرش سوري بطفلة سورية أيضاً"، لتفتح هذه الإشاعة أبواب الجحيم على السوريين.

وجاء تعرض السوريين لأعمال عنف وتدمير في الممتلكات، بعد أشهر من التحريض والاستفزاز ضدهم من قبل شخصيات وأحزاب معارضة تطالب الحكومة بترحيلهم إلى سوريا.

وأظهرت مقاطع فيديو عدة، نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أشخاصا يحطمون نافذة محل بقالة زعموا أن تجارا سوريين يديرونه، قبل إضرام النار فيه، وفي أحد التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ "لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب".

وسبق هذه الأحداث أخرى مشابهة قبل سنوات إلا أن الحكومة سرعان ما كانت تخمدها وتعيد المياه إلى مجاريها، بعكس أحداث قيصري الأخيرة التي تتواصل أصداؤها حتى الآن بعمليات عنف جديدة وترحيل للسوريين.

في عام 2019 حدثت اضطرابات مشابهة في منطقة ايكيتلي في إسطنبول، إذ جرى الاعتداء على ممتلكات ومحال السوريين، وإلحاق خسائر كبيرة بها. حينها اعتقلت السلطات التركية بعض المعتدين، وتعهدت الحكومة بتعويض المتضررين السوريين.

التحريضات العنصرية تجاه السوريين في تركيا تركت تأثيرات سلبية على رجال الأعمال الأجانب والأتراك أيضا، حيث بات الأجانب يشعرون بالقلق تجاه التطورات، سواء كانوا من الصناعيين الذين نقلوا مصانعهم من سوريا إلى تركيا أو التجار الذين يواصلون أعمالهم في تركيا مع جميع اتصالاتهم التجارية. كما أصبح التجار والصناعيين الأتراك يحذّرون من عواقب استهداف السوريين، مؤكدين أن ذلك يؤثر على الإنتاج بعد أن بات السوريون يغادرون الولايات التي كانوا فيها إلى الشمال السوري فيما التزم الكثير منهم منازلهم خشية التعرض لأعمال عنف من قبل مجموعات عنصرية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!