ترك برس

فاجأ  دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية في تركيا، الرأي العام، مؤخراً، بتصرفات جاءت مغايرة لخطاباته وتصريحاته الحادة التي عادة ما تحمل انتقادات قاسية لأحزاب أخرى، في مشهد طرح تساؤلات عمّا إذا كان بهتشلي قد بدأ "عملية تطبيع داخلية".

وبعد أيام قليلة فقط من تصريحات وانتقادات حادة لـ أوزغور أوزال، رئيس حزب "CHP"، أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، التقى بهتشلي الأخير وصافحه خلال افتتاح الدورة التشريعية الجديدة بالبرلمان.

واستهل بهتشلي حديثه مع أوزال بالاطمئنان عليه، قبل مبادرته بالقول: آمل أننا لا نجرح مشاعر بعضنا البعض. فهناك تصريحات ندلي بها من باب السياسة لا أكثر!

وفي المناسبة نفسها، توجه بهتشلي إلى رئيس حزب "المستقبل"، أحمد داود أوغلو ليصافحه ويتبادل معه أطراف الحديث الودي.

بهتشلي الذي عادة ما دأب على توجيه الانتقادات الحادة لـ داود أوغلو والتي وصلت إلى حد الاستهزاء به أحياناً، خاطب الأخير بالقول: تركيا بحاجة ماسة إلى خبرات وتجارب جنابكم في هذه الفترة.

ولم يكتفِ بهتشلي بهذا، بل قام من مقعده في الجمعية العامة للبرلمان وتوجه إلى صفوف حزب "المساواة الشعبية والديمقراطية" (DEM)، الذي يعدّ من "ألدّ خصومه السياسيين" وبادرهم بالمصافحة والتهنئة بانطلاق الدورة التشريعية الجديدة.

https://x.com/TR99media/status/1842595954354008441

تقارير في الصحافة التركية، أشارت إلى أن كل هذه التطورات جاءت عقب لقاء جمع بين بهتشلي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالعاصمة أنقرة.

وأفاد مقال في "بي بي سي التركية" بأن هذا التغيير في موقف بهتشلي يظهر رغبة في تعزيز "الجبهة الداخلية" في تركيا وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة بعد خطاب الرئيس أردوغان الذي دعا إلى توحيد الصف الداخلي لمواجهة التهديدات الخارجية.

ويُفسر المراقبون أن هذا النهج قد يكون استراتيجياً بهدف تمهيد الأرضية للحوار مع المعارضة في قضايا حساسة مثل تعديل الدستور وانتخابات محتملة.

في سياق مماثل، يشير التقرير إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات الخارجية، مستشهداً بتجربة تركيا في الماضي وتصريحات الرئيس المؤسس مصطفى كمال أتاتورك حول أهمية "الجبهة الداخلية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!