ترك برس

رأى الخبير والمحلل السياسي التركي نيدرت إيرسانال، أن استشهاد يحيى السنوار، الذي تولى قيادة حماس خلفًا لإسماعيل هنية، يعد امتداداً طبيعياً للإبادة الجماعية وعمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، ولكن التصريحات المتلاحقة والتي جاءت متشابهة في محتواها، عقب مقتل السنوار تستدعي النظر في أبعادها بعناية وسط مشاعر الحزن والدعاء.

وأوضح إيرسانال في مقال بصحيفة يني شفق أن التصريحات المتزامنة جاءت من جميع المسؤولين الأمريكيين والجهات الرسمية الأمريكية بشكل منسجم لتثير العديد من التساؤلات، حيث صرح الرئيس الأمريكي بايدن قائلاً: "لقد مات السنوار. هذا يوم جيد للولايات المتحدة والعالم. سأتصل بنيتنياهو لأهنئه وسأسعى للوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. هذه فرصة لغزة لبناء مستقبل أفضل، وكان السنوار عائقًا أمام هذه الفرصة".

أما نائبة الرئيس ومرشحة الرئاسة هاريس، فقالت: "هذه اللحظة تمنحنا فرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيرًا". كما صرح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قائلًا: "لقد أصبح العالم مكانًا أفضل بغياب السنوار. وسنعمل مع شركائنا في الأيام المقبلة لإنهاء هذا الصراع".

وتابع المقال:

يبدو أن الإدارة الأمريكية تعبر عن سعادة بالغة بموت السنوار، لدرجة أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أصدرت رسالة "تهنئة" رسمية. دعونا نتوقف لحظة لنؤكد نقطة مهمة، سواء للداخل أو للخارج: "الطرف الذي بدأ حرب أوكرانيا بالهجوم الروسي والطرف الذي بدأ الصراع في فلسطين في 7 أكتوبر هما نفس الطرف.

فما سبب هذا الحماس؟ هل هو مجرد القضاء على عدو؟

أولاً، تشير هذه التصريحات المتزامنة والسريعة والمتوافقة إلى أن الولايات المتحدة كانت متورطة أيضًا في جريمة اغتيال السنوار، ليس فقط على المستوى السياسي بل على المستوى العملي أيضًا. كان عليهم أن يفتحوا الطريق لأنفسهم، ويبدو أنهم خططوا لذلك بشكل واضح.

ثانيًا، السبب في سعادة واشنطن بهذا الأمر ـ كما يُفهم من تصريح نتنياهو الذي أدلى به في نفس الوقت ـ هو: نتائج الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، والنتائج المحتملة للهجوم الذي ستقوم به إسرائيل على إيران (رغم أن حجمه غير معروف)، ومدى تأثير المجازر الجماعية ضد الإنسانية في تراجع مكانة الولايات المتحدة في ضمير العالم. كل هذه العوامل مجتمعة تشكل ضغطًا كبيرًا على البيت الأبيض.

ويرون في قتل السنوار فرصة لتأجيل الفضيحة الإسرائيلية إلى ما بعد الانتخابات، وللخلق انطباع بأنهم يسيرون في طريق السلام. فهم يعتبرون أنهم قضوا على السابع من أكتوبر.

في النهاية، يؤكدون ضمنيًا أن شراكتهم تهدف إلى جعل المنطقة بأسرها تحت سيطرة إسرائيل. وبناءً على هذا التحليل، فإن السؤال عمن باع السنوار يصبح سؤالاً مشروعًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!