ترك برس
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن عدم تدخل روسيا حتى الآن في سوريا "ربما يكون نوعا من الضغط على النظام لإجباره على الذهاب لحل سياسي تماشيا مع ما تريده تركيا وتخشاه إيران".
وأضاف في حديثه لشبكة الجزيرة القطرية أن تراجع قوات النظام وانسحاباتها باستمرار يعني تراجع قدرتها على الدفاع.
وقال إن قوات النظام السوري "تعاني نقصا في العدد الذي يمكنه تأمين كافة المدن في بلد كبير مثل سوريا ومن ثم فهي تتخلى عن مناطق من أجل تعزيز قوتها في أخرى".
لذلك، يعتقد حنا أن أطرافا أخرى قد تدخل على الخط بعد سيطرة المعارضة على حماة، خصوصا بعدما أجرت البحرية الروسية مناورات مهمة، الأربعاء، من منطقة طرطوس السورية.
وشملت هذا المناورات 10 سفن وصواريخ فرط صوتية مضادة للسفن وهذا يعني أنها تريد إيصال رسالة لتركيا وإيران بأن أي حل مقبل سيكون وفق تفاهمات "أستانا"، برأي الخبير العسكري.
ويفترض حنا أن عدم تدخل موسكو حتى الآن "ربما يكون نوعا من الضغط على النظام لإجباره على الذهاب لحل سياسي تماشيا مع ما تريده تركيا وتخشاه إيران".
وختم الخبير العسكري بالقول إن الوجود الروسي في الساحل السوري "يستمد شرعيته من النظام السياسي القائم وهذا يعني أنه قد يكون محل نظر في حال حدثت تغيرات كبرى"، مرجحا أن تبدأ التدخلات الجيوسياسية في هذه اللحظة.
تطورات الأوضاع في سوريا
أعلنت المعارضة السورية المسلحة نقل ثقل عملياتها نحو العاصمة دمشق، وأكدت أنها دفعت بمزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة، كما دخلت مدينة حمص، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على جبهات عدة وسط البلاد وجنوبها.
وتتسارع التطورات على امتداد الخريطة السورية، فبعد إعلان المعارضة المسلحة سيطرتها على مراكز محافظات درعا والسويداء والقنيطرة بالكامل، تصدّر المشهد -السبت- اقتراب قوات المعارضة المسلحة من العاصمة دمشق، مع انسحاب جيش النظام السوري من بلدات عدة في ريفها.
وقبل قليل، قالت المعارضة المسلحة إن قوات النظام انسحبت من مدينة عربين في ريف دمشق بشكل كامل. وأظهرت صور -بثتها المعارضة- ما قالت إنه احتفال أهالي المدينة.
كما قالت المعارضة المسلحة إن قوات النظام السوري انسحبت من مدينة دوما في ريف دمشق بشكل كامل.
وذكرت المعارضة السورية أيضا أنها رصدت هروب قوات النظام من مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق.
تعليق أردوغان على التطورات الراهنة
بدوره، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن تحظى سوريا "بالسلام الذي تحلم به منذ 13 عاما"، وذلك تزامنا مع إعلان قوات المعارضة أنها اقتربت من العاصمة دمشق وبدأت مرحلة "تطويقها".
وأكد أردوغان في خطاب ألقاه في مدينة غازي عنتاب التي تضم مئات آلاف اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب في بلادهم عام 2011، أن تركيا لا أطماع لديها في أراضي أي دولة.
وقال أردوغان إن الهجمات المتزايدة ضد المدنيين في محافظة إدلب كانت بمثابة الشرارة التي أججت الأحداث الأخيرة في سوريا.
وأشار إلى أن تركيا لا يمكنها أن تتغاضى عن التطورات في بلد لها معه حدود بطول 910 كيلومترات.
وفيما يخص اللاجئين السوريين، شدد أردوغان على أن "التاريخ سيسطر كيف اجتازت تركيا بنجاح هذا الامتحان الإنساني".
وكان أردوغان قد عبر أمس الجمعة، عن أمله في أن يتواصل تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا "من دون مشاكل"، معتبرا أن هدفهم العاصمة دمشق.
وقال أردوغان "إدلب وحماة وحمص وبالطبع الهدف دمشق.. تقدم المعارضين متواصل. نأمل أن يستمر هذا التقدم من دون وقوع مشاكل".
وفي سياق حديثه عن العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد -الذي حاول إقامة عملية مصالحة معه برعاية روسيا- أشار أردوغان إلى عدم تلقي "رد إيجابي" منه.
وقال "قلت له تعال، لنلتقي لمناقشة مستقبل سوريا معا، لكنني لم أتلق أي رد إيجابي من الأسد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!